اسم الکتاب : النكت في إعجاز القرآن المؤلف : الرماني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 93
لما فيه من البيان بالإخراج إلى ما يقع عليه الإدراك من تخليط الإنسان بالهيمان في كل واد يعن له فيه الذهاب. وقال تعالى: {وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} السراج ها هنا مستعار وحقيقته مبينا , والاستعارة أبلغ للإحالة على ما يظهر بالحاسة. وقال عز وجل: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} أصل الرقاد النوم وحقيقته من مهلكنا , والاستعارة أبلغ لأن النوم أظهر من الموت , والاستيقاظ أظهر من الإحياء بعد الموت , لأن الإنسان الواحد يتكرر عليه النوم واليقظة , وليس كذلك الموت والحياة. وقال تعالى: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} أصل الموج للماء وحقيقته تخليط بعضهم ببعض , والاستعارة أبلغ , لأن قوة الماء في الاختلاط أعظم. وقال تعالى: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} العقيم مستعار للريح , وحقيقته ريح لا يأتي بها سحاب غيث , والاستعارة أبلغ لأن حال العقيم أظهر من حال الريح التي لا تأتي بمطر , لأن مالا يقع من أجل حال منافية أوكد مما يقع من غير حال منافية وأظهر. وقال عز وجل: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} , حقيقته لا تمنع نائلك كل المنع والاستعارة أبلغ لأنه جعل منع النائل بمنزلة غل اليد إلى العنق , وذلك مما يحس حال التشبيه فيه بالمنع فيهما إلا أن حال المغلول اليد أظهر وأقوى فيما يكره. وقال تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} حقيقته لنعذبنهم , والاستعارة أبلغ , لأن إحساس الذائق أقوى لأنه طالب لإدراك ما يذوقه , ولأنه جعل بدل إحساس
اسم الکتاب : النكت في إعجاز القرآن المؤلف : الرماني، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 93