responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النكت في إعجاز القرآن المؤلف : الرماني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 79
به في المواضع التي يحسن فيها ذكر التفصيل , فإن لكل واحد من الإيجاز والإطناب موضعا يكون به أولى من الآخر , لأن الحاجة إليه أشد , والاهتمام به أعظم , فأما التطويل فعيب وعي , لأنه تكلف فيه الكثير فيما يكفي منه القليل , فكان كالسالك طريقا بعيدا جهلا منه بالطريق القريب. وأما الإطناب فليس كذلك لأنه كمن سلك طريقًا بعيدا لما فيه من النزهة الكثيرة والفوائد العظيمة , فيحمل في الطريق إلى غرضه من الفائدة على نحو ما يحصل له بالغرض المطلوب.
والإيجاز على وجهين: أحدهما إظهار النكتة بعد الفهم لشرح الجملة , والآخر إحضار المعنى بأقل ما يمكن من العبارة , والوجه الأول يكون كثيرا في العلوم القياسية , وذلك أنه إذا فهم شرح الجملة كفى بعد ذلك حفظ النكتة لأنها تكون حينئذ دالة ومغنية عن التعلق بها في نفسها , لتعلق النكتة بها , فهذا الضرب من الإيجاز لا يكون إلا بعد أحوال متقررة من الفهم لشرح الجملة فحينئذ تكون النكتة مغنية , وأما الوجه الآخر فمستأنف لم يقرر له حال خاصة يكون جارا لها من حيث تعلق بها من فهم كيف وجه التعلق فيهما.
والإيجاز على ثلاثة أوجه: الإيجاز بسلوك الطريق الأقرب دون الأبعد , وإيجاز باعتماد الغرض دون ما تشعب , وإيجاز بإظهار الفائدة بما يستحسن دون ما يستقبل , لأن المستقبل ثقيل على النفس؛ فقد يكون للمعنى طريقان أحدهما أقرب من الآخر كقولك: تحرك حركة سريعة - في موضع أسرع وقد يكتنف الغرض شعب كثيرة كالتشبيب قبل المديح , وكالصفات

اسم الکتاب : النكت في إعجاز القرآن المؤلف : الرماني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست