اسم الکتاب : الواضح في علوم القرآن المؤلف : مصطفى ديب البغا الجزء : 1 صفحة : 43
لمعنى القرآن، فهذا ولا شكّ حرام لا يجوز إقراره أو السكوت عليه.
2 - المداواة بالقرآن:
المداواة بالقرآن أو ما يسمّى بالرقية، وهي قراءة القرآن على المريض بقصد الاستشفاء جائزة، وأخذ الأجرة عليها جائز أيضا،
فقد روى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوّذات [1].
وفي رواية أخرى: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات وينفث، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه، لأنها كانت أعظم بركة من يدي [1].
وأخرج البخاريّ ومسلم، وغيرهما، عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: كنّا في مسير لنا، فنزلنا منزلا، فجاءت جارية، فقالت: إنّ سيّد الحيّ سليم. وإنّ نفرنا غيّب، فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنّا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبنا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية؟
أو: كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأمّ الكتاب. قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى نأتي- أو نسأل- رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال:
«وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم» [3].
[سليم: السليم اللديغ، سمي به تفاؤلا له بالسلامة. وإن نفرنا غيّب: النفر هاهنا الرجال خاصة، والغيّب: الغائبون عن الحيّ. نأبنه: أي نتهمه].
واحتجّ الشافعية وغيرهم بهذا الحديث على جواز أخذ العوض في مقابل قراءة القرآن كما سبق، ولا فرق عندهم بين قراءته للتعليم، وقراءته للطب. [1] رواه البخاري في الطب (5403) ومسلم في السلام (2192) وأبو داود في الطب (3902) والترمذي في الدعوات (3399). [3] رواه البخاري في الطب (5404) ومسلم في السلام (2201).
اسم الکتاب : الواضح في علوم القرآن المؤلف : مصطفى ديب البغا الجزء : 1 صفحة : 43