responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوجيز في شرح قراءات القرأة الثمانية أئمة الأمصار الخمسة المؤلف : الأهوازي    الجزء : 1  صفحة : 38
قد تبيّنت عداوته لأهل الحقّ وشنآنه، ويكفيك من كتابه ترجمته وعنوانه، ولو كان من ذوي الدّيانات لم يتفرّغ لذكر المثالب، ولو أنّه من أولي المروءات لاستحيى من تتبع المعايب، ولولا أنّه وجدها كثيرة في نفسه لما اختلقها لمن ليس هو من أبناء جنسه» [1].
وقال في موضع آخر من هذا الكتاب: «ولا يستبعدنّ جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات [2]، فقد كان من أكذب النّاس في بعض ما يدّعيه من الرّوايات في القراءات، فلقد سمعت الشّيخ الفقيه أبا الحسن عليّ بن أحمد بن منصور بن قبيس الغساني رحمه الله وكان ثقة [3] يحكي عن أبيه أبي العباس بن قبيس الفقيه وكان في الثّقة مثله أو فوقه [4] - وكان قد لقي الأهوازيّ وعاصره وسمع معه من بعض شيوخه- أنّه لما أظهر الأهوازيّ من الإكثار من الرّوايات في القراءات ما أظهر اتّهم في ذلك، فسار أبو الحسن رشأ بن نظيف وأبو القاسم بن الفرات وابن القمّاح المقرءون إلى العراق لكشف ما وقع في نفوسهم منه ووصلوا إلى بغداد وقرءوا على بعض الشّيوخ الذين روى عنهم الأهوازيّ وجاءوا بالإجازات عنهم وبخطوطهم بما أقرءوا فمضى الأهوازيّ إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط التي معهم، ففعلوا ودفعوها إليه فأخذها وغيّر أسماء من سمّي عنده ليستتر دعواه، فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح. هذا معنى ما سمعته منه. وبلغني عنه أنّهم سألوا عنه بعض المقرئين الذين ذكر أنّه قرأ عليهم وحكوه له فقال: هذا الذي تذكرونه قد قرأ عليّ جزءا من القرآن أو نحوه. قال أبو الحسن بن قبيس: وحدّثني والدي أبو العباس، قال: عاتبت، أو عوتب أبو طاهر الواسطيّ المقرئ في القراءة على أبي عليّ الأهوازيّ، فقال: أقرأ عليه للعلم، يعني بالقراءات، ولا أصدّقه في حرف واحد» [5].
وقال ابن عساكر أيضا: «وأنبأنا الشّيخ أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد الكلابيّ الإمام، قال: حدّثني أخي لأمي أبو الحسن عليّ بن الخضر بن الحسن العثمانيّ، قال: توفي أبو عليّ الأهوازيّ الحسن بن عليّ يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربع مائة، تكلّموا فيه وظهر له تصانيف زعموا أنّه كذب فيها» [6].
وقد ضمّن الحافظ ابن عساكر هذه الأخبار والطّعون والشّتائم ترجمته له في «تاريخ دمشق» فنقلها الناقلون من كتبه على مرّ العصور فلا نجد مؤلّفا ترجم له إلا وضمّن بعضها كتابه.
وظاهر على هذه النعوت التي أطلقها الحافظ ابن عساكر في حقّ الأهوازيّ أنّها

[1] تبيين كذب المفتري: 364.
[2] يعني: في الطعن على الأشعري.
[3] توفي سنة 530 هـ- (العبر: 4/ 82).
[4] توفي سنة 468 هـ- (تهذيب ابن عساكر: 2/ 100).
[5] تبيين كذب المفتري: 415 - 416.
[6] تبيين كذب المفتري: 416.
اسم الکتاب : الوجيز في شرح قراءات القرأة الثمانية أئمة الأمصار الخمسة المؤلف : الأهوازي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست