responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ نزول القرآن المؤلف : محمد رأفت سعيد    الجزء : 1  صفحة : 255
رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما»، وروى عنه من طريق أخرى عند مسلم والترمذى وغيرهم وقال: فنزلت: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [1] وأخرج البخارى ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
اشهدوا» وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى فى الدلائل عنه قال: رأيت القمر منشقا شقتين مرّتين: مرّة بمكة قبل أن يخرج النبى صلّى الله عليه وسلم: شقة على أبى قبيس، وشقة على السويداء وذكر أن هذا سبب نزول الآية [1] ويعلق القرطبى على الروايات التى وردت فى انشقاق القمر فيقول: «وقد ثبت بنقل الآحاد العدول أن القمر انشق بمكة وهو ظاهر التنزيل، ولا يلزم أن يستوى الناس فيها؛ لأنها كانت آية ليلية، وأنها كانت باستدعاء النبى صلّى الله عليه وسلم من الله تعالى عند التحدى [2].
فظهور هذه الآية الحسية الباهرة كان كافيا لتحريك القلوب وتسليم أصحابها وإيمانهم، ولكنّ كثافة الكفر على القلوب جعلت هؤلاء ينسبون هذه الآية إلى السحر، قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقالوا: إن كنت صادقا فاشقق لنا القمر فرقتين، نصف على أبى قبيس ونصف على قعيقعان، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن فعلت تؤمنون» قالوا: نعم. وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما قالوا؛ فانشق القمر فرقتين، ورسول الله صلّى الله عليه وسلم ينادى المشركين: «يا فلان يا فلان اشهدوا»، وفى حديث ابن مسعود: انشق القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقالت قريش: هذا من سحر ابن أبى كبشة؛ سحركم فاسألوا السّفّار فسألوهم فقالوا:
قد رأينا القمر انشق فنزلت: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [1] وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا أى إن يروا آية تدل على صدق محمد صلّى الله عليه وسلم أعرضوا عن الإيمان وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ [2] قال تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [1] وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ [2] وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) فالآيات مع أمثال هؤلاء. لا تغنى فالإعراض والتكذيب واتباع الهوى حجب تحول بين الإنسان وبين الإيمان والنظر العقلى. وإذا كانت الآيات الحسية لا تغنى مع هؤلاء فإنهم كذلك لا يعتبرون بالأنباء التاريخية وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5). وأمام

[1] فتح القدير 5/ 123.
[2] القرطبى 17/ 126.
اسم الکتاب : تاريخ نزول القرآن المؤلف : محمد رأفت سعيد    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست