اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 373
عنه بزيادة أو نقصان، قضى الله الذي قضى [1] شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [2][3].
وقال قتادة:- في قول الله عزّ وجلّ-: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ [4]، قال (البلد الطيب): المؤمن سمع كتاب الله فوعاه، وأخذ به وانتفع به كمثل هذه الأرض أصابها الغيث فأنبتت وأمرعت [5]، وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً إلّا عسرا، وهذا مثل الكافر، سمع القرآن فلم يعقله ولم يأخذ به (ولم ينتفع [6] به) كمثل هذه الأرض الخبيثة أصابها الغيث فلم تنبت شيئا ولم تمرع شيئا [7] اه.
قال محمد بن الحسين: ينبغي لأهل القرآن أن يتأدبوا به ولا يغفلوا عنه، فإذا انصرفوا عن تلاوة القرآن اعتبروا نفوسهم بالمحاسبة لها، فإن تبيّن لهم [8] منها قبول ما ندبهم إليه مولاهم الكريم مما هو واجب عليهم من أداء فرائضه واجتناب محارمه، فحمدوه في ذلك وشكروا الله عزّ وجلّ على ما وفقهم له، وإن [9] علموا أن النفوس معرّضة عما ندبهم إليه مولاهم الكريم، قليلة الاكتراث به استغفروا الله عزّ وجلّ من تقصيرهم
التقريب 2/ 321، وانظر الجرح والتعديل 9/ 107، والميزان 4/ 309. [1] هكذا في الأصل: قضى الله الذي قضى، وفي ظق: قضا الله الذي قضا. وفي د وظ: قضاء الله الذي قضى. [2] الإسراء (82). [3] رواه الآجري في كتاب أخلاق أهل القرآن ص 155. وابن المبارك في كتاب الزهد بسنده إلى قتادة باب ما جاء في ذنب التنعم في الدنيا ص 272، وأخرجه ابن عساكر عن أويس القرني رضي الله عنه كما في الدر المنثور 5/ 330. [4] الأعراف (58). [5] المريع: الخصيب، وقد مرع الوادي من باب ظرف، وأمرع أيضا: أكلا فهو مريع وممرع. مختار الصحاح 622 (مرع). [6] أضافها ناسخ الأصل في الحاشية فلم تظهر. [7] رواه أبو بكر الآجري في كتاب أخلاق أهل القرآن ص 106، وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة بلفظه. انظر الدر المنثور 3/ 478 ثم ذكر السيوطي آثارا بعضها في الصحيحين تؤيد تفسير قتادة للآية الكريمة. [8] في بقية النسخ: فإن تبينوا منها. [9] سقطت الواو من د وظ.
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 373