responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 370
وعمقها طويل، لا يموت أهلها فيستريحوا ولا تقال عثرتهم [1] ولا ترحم عبرتهم [2]، طعامهم [3] الزقوم، وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب [4]، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفا على تقصيرهم في طاعته، وركوبهم لمعاصي الله عزّ وجلّ.
فقال منهم قائل: يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ [5] لِحَياتِي [6].
وقال قائل: رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ [7].
وقال قائل: يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها [8].
وقال قائل: يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا [9].
وقالت فرقة منهم- ووجوههم تتقلّب في أنواع من العذاب- يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول [10].
فهذه النار يا معشر المسلمين، يا حملة القرآن، حذّرها الله عزّ وجلّ المؤمنين [11] في غير موضع من كتابه، رحمة منه لهم، فقال عزّ وجلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ [12].

[1] يقال: أقاله يقيله إقالة، وأقال الله عثرته: إذا رفعه من سقوطه، ومنه: الإقالة في البيع لأنها رفع العقد، المصباح المنير 521 (قيل).
[2] عبر الرجل والمرأة والعين من باب طرب: أي جرى دمعه اه. مختار الصحاح ص 408 (عبر).
[3] في ظ: وطعامهم.
[4] اقتباس من آية (56) من سورة النساء.
[5] كلمة (قدمت) سقطت من ظ.
[6] الفجر (24).
[7] المؤمنون (100).
[8] الكهف (49).
[9] الفرقان (28).
[10] الأحزاب (66). وهي هكذا في النسخ: (الرسول) وقد قرأ البصريان وحمزة بحذف الألف وصلا ووقفا، وقرأ المدنيان والشامي وشعبة بإثبات الألف بعد النون، وصلا ووقفا، والباقون بحذفها وصلا وإثباتها وقفا. انظر: النشر في القراءات العشر 2/ 347، والبدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي ص 252، 256، والمهذب 2/ 142، 149.
[11] في د وظ: للمؤمنين.
[12] التحريم (6).
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست