اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 255
سورة طه ويس
وقال شهر بن حوشب [1]: (يرفع [2] القرآن عن أهل الجنة إلّا طه ويس [3]). وعن ابن عمر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «من قرأ طه ويس كل شهر مرة، أضمن له الجنة، وطوبى لمن مات وهاتان السورتان في جوفه» [4].
سورة الحج
وعن عمر- رضي الله عنه- أنّه سجد في الحج سجدتين، وقال: «إنّ هذه السورة فضّلت على السور بسجدتين» [5].
وعن نبيه بن صؤاب [5]. صلّيت مع عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بالجابية [7] صلاة الصبح، فقرأ بسورة الحج، فسجد فيها سجدتين، ثم قال: «إنّ هذه السورة فضّلت على السور بسجدتين» [8]. [1] شهر بن حوشب الأشعري، فقيه قارئ، من رجال الحديث، سكن العراق، وهو شامي الأصل، صدوق كثير الإرسال، والأوهام، من الثالثة، مات سنة 112 هـ.
التقريب 1/ 355، والميزان 2/ 383، وفيه توفى سنة 100 هـ وقيل 111. والأعلام 3/ 178. [2] هكذا في الأصل. وهو موافق لما في فضائل القرآن لأبي عبيد ص 178 وجاءت العبارة في بقية النسخ: (يزيغ). [3] أخرجه أبو عبيد في فضائله بسنده عن شهر بن حوشب ص 178، وباب فضل السجدة ويس ص 185.
وذكر السيوطي نحوه قال: أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «كل قرآن يوضع على أهل الجنة، فلا يقرءون منه شيئا، إلّا طه ويس، فإنهم يقرءون بهما في الجنة» اه.
الدر المنثور 5/ 548. وأورده كذلك الشوكاني في فتح القدير 3/ 354 هكذا ورد هذا الأثر موقوفا ومرفوعا، وسكت عنه السيوطي والشوكاني فالله أعلم بصحته.
فإن صح، فإنّ معناه- حسب فهمي-: أنّ القرآن الكريم كلام الله تعالى وصفة من صفاته، وقد قرأه المؤمنون في الدنيا ونالوا به الجنة، وحصل لهم مطلوبهم، بعد أن سهروا في تلاوته، وقاموا به آناء الليل وأطراف النهار، أمّا في الآخرة فليس هناك تكاليف، فلم يكلفوا بتلاوة شيء، بل رفع عنهم كما رفعت سائر العبادات.
وبقيت هاتان السورتان على ألسنة المؤمنين يتلذذون بتلاوتهما. والله تعالى أعلم. [4] لم أستطع الحصول على هذا الحديث في مظانه. [5] ذكر هذه الآثار عن عمر بن الخطاب: ابن أبي شيبة في المصنف 2/ 11، وأبو عبيد في فضائل القرآن باب فضل سورة الحج وسورة النور (179)، قال ابن كثير: قال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي: حدّثني ابن أبي داود وساق السند إلى أبي الجهم أنّ عمر سجد سجدتين في الحج وهو بالجابية، وقال: «إنّ هذه السورة فضلت بسجدتين» اه من تفسيره 3/ 211.- والمراد بالسجدتين هما الواردتان في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ .. إلى قوله: إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ الحج (18)، والثانية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا .. الآية (77) الحج-.
وزاد السيوطي والشوكاني نسبته إلى سعيد بن منصور وابن مردويه والبيهقي كلهم عن عمر بن الخطاب. راجع الدر 6/ 3، وفتح القدير 3/ 434. وأورد الإمام مالك أثرين عن عمر وابنه أنهما سجدا سجدتين في الحج. انظر الموطأ كتاب الصلاة باب الآيات التي يؤثر السجود فيها وإذا قرأها في الصلاة سجد فيها 1/ 235.
وفي نصب الراية للزيلعي قال: بعد أن ذكر الأثر عن عمر في الموطأ- قال: «وأخرج الحاكم عن ابن عباس وعمر وابن عمر وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وأبي موسى وأبي الدرداء: أنّهم سجدوا في الحج سجدتين» اه 2/ 180.
يقول الشوكاني: وقد روي عن كثير من الصحابة أن فيها سجدتين، وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعضهم: «إنّ فيها سجدة واحدة، وهو قول سفيان الثوري، وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عباس وإبراهيم النخعي» اه فتح القدير 3/ 434.
وراجع أحكام القرآن للجصاص الحنفي 3/ 224، والجامع للقرطبي 12/ 1. [7] نبيه- بضم النون- بن صؤاب- بضم المهملة بعدها همزة- أبو عبد الرحمن الجهني ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/ 491، وقال: إنّه صلى مع عمر بالجابية ... وذكره.
وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 10/ 290 وقال: قدم على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وسلم وشهد فتح مصر، وترجم له ابن حجر في الإصابة وذكر الأثر عنه عن عمر 10/ 143 رقم 8679. [8] الجابية: مدينة بدمشق، وباب الجابية باب من أبوابها. اللسان 14/ 131 (جبى) والقاموس 4/ 312.
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 255