اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 250
قال ابن دريد [1]: مرّ أعرابي برجل يقرأ [2] يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [3] فطأطأ رأسه، وقال: هذا كلام القادرين [4] اه.
سورة يوسف
روي أن أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم قالوا: «يا رسول الله، لو قصصت علينا فأنزل الله عزّ وجلّ هذه السورة» [5].
وقال: «أحسن القصص» [6] لأنها على أعجب طريقة وأغرب هيئة، وقد جاءت هذه القصة في الكتب فلم تكن على نحو ما جاءت هذه السورة في الجزالة والإيجاز والحلاوة وحسن السياق. [1] محمد بن الحسن بن دريد الأزدي أبو بكر، من أئمة اللغة والأدب، ولد بالبصرة وانتقل إلى عمان ثم رجع إلى البصرة، ورحل إلى فارس ثم عاد إلى بغداد، وله مؤلفات كثيرة (223 - 321 هـ).
تاريخ بغداد 2/ 195، والبداية 11/ 188 وفيه: أحمد بن الحسن .. وهدية العارفين 2/ 32، والأعلام: 6/ 80. [2] في بقية النسخ: (وقيل يا أرض ... ). [3] هود (44). [4] قال أبو حيان: «روي أن إعرابيا سمع هذه الآية فقال: هذا كلام القادرين .. » اه البحر المحيط:
5/ 228. [5] أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا؟ قال: فنزلت نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ... الآية (3) يوسف. ثم ذكر مثله أو قريبا منه عن عمرو بن قيس وعون بن عبد الله وسعد بن أبي وقاص. انظر تفسيره 12/ 150.
وراجع تفسير ابن كثير 2/ 467، وزاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 4/ 176، وأسباب النزول للواحدي 155.
وقد ذكر السيوطي رواية ابن جرير عن ابن عباس التي تقدم ذكرها، ثم قال وأخرج إسحاق بن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم، وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- قال: أنزل على النبي صلّى الله عليه وسلم القرآن فتلا عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا فأنزل الله الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ هذه السورة، ثم تلا عليهم زمانا، فأنزل الله أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ الحديد 16. أه الدر المنثور 4/ 496.
قال ابن حجر في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «هذا: حديث حسن» اه.
المطالب العالية 3/ 343، وانظر المستدرك للحاكم 2/ 345. [6] أي قوله تعالى نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ يوسف (3).
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 250