responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 248
براءة والنور
«1» أبو عبيد [2] بسنده عن أبي عطية [3]: (كتب [4] إلينا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ورحمته- تعلموا سورة التوبة، وعلّموا نساءكم سورة النور) [5].

(1) لعل سائلا يسأل فيقول: ما الحكمة من قرن سورة «براءة» مع «النور» وبينهما سور كثيرة وردت أحاديث وآثار في فضلها؟ فأقول: أما بالنسبة للعنوان فواضح من الأثر المتضمن للسورتين، وأما بالنسبة للأثر الذي رواه أبو عبيد عن أبي عطية، والذي فيه الأمر بتعلم سورة «التوبة» وتعليم النساء سورة «النور» فلعل من أهم ذلك ما يلي:
أ) أن سورة «التوبة» عرضت للحديث عن العهود والمواثيق التي كانت بين أهل الكتاب والمشركين من جهة، وبين المسلمين من جهة أخرى، ومن المعلوم أن الذي يقوم بابرام ذلك ويتولاه هم الرجال ..
ب) ثم إنّ سورة «براءة» تحدثت عن قتال المشركين الذين نقضوا العهد وأول من يقوم بذلك- لا شك- هم الرجال.
ج) وأيضا فإنّ سورة «براءة» كشفت عن أسرار المنافقين وفضحتهم ولم تترك أحدا منهم إلّا نالت منه، وأظهرت للمسلمين خطرهم ومكرهم وكيدهم حتى يأخذوا حذرهم منهم، وحتى لا يقع ضعاف النفوس فيما وقع فيه أولئك فيفضحهم الله أمام الناس.
وأمّا بالنسبة للأمر بتعليم نسائنا سورة النور فيمكن ذكر أهم الحكم فيما يلي:
أ) تناولت السورة الحديث عن الأسرة التي تعد النواة الأولى لبناء المجتمع، وعملت سياجا محاطا بها للمحافظة على شرفها وصيانة عرضها.
ب) تعرضت للحديث عن الزنى وبدأت بذكر الزانية قبل الزاني، بخلاف السرقة التي ذكرت في سورة (المائدة) فقد بدئ فيها بذكر السارق لأن الرجل فيه جرأة وقدرة على السرقة أكثر من المرأة، بخلاف الزنى فإن المرأة- عادة- إن لم تطاوع الرجل فلن يحصل الزنى إلّا بالقهر والتهديد.
ج) وتحدثت السورة عن كثير من الآداب السامية والأخلاق الرفيعة ومنها حرمة اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وبينت محارم المرأة التي لا يجوز للمرأة أن تبدي زينتها لغيرهم، وتعرضت للقواعد منهن اللاتي لا يرجون نكاحا. إلى آخر تلك المعاني التي تحملها السورتان في طياتهما والتي يمكن للقارئ استخلاص الكثير منها، ولا يتسع المقام لذكر أكثر من هذا. والله أعلم.
[2] أي وروى أبو عبيد، وهكذا كلما يأتي نحو هذا اللفظ كقوله: الترمذي ... وكقوله: النسائي ...
إلخ.
[3] مالك بن عامر أبو عطية الوادعي الهمداني تابعي ثقة من الثانية، مات في حدود السبعين. قال:
جاءنا كتاب عمر.، هكذا قال ابن حجر انظر التهذيب 12/ 169، والتقريب 2/ 451، وتهذيب الكمال 1/ 298 وتاريخ الثقات 418، والاصابة 11/ 278 رقم 847.
[4] في بقية النسخ: قال: كتب ... إلخ.
[5] أخرجه أبو عبيد في فضائله- كما قال المصنف- بسنده إلى أبي عطية ص 173 باب فضل سورة براءة.
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست