responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 220
روي [1] عن أبي سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول الرب عزّ وجلّ:
«من شغله القرآن وذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطى السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام: كفضل الله على خلقه [2]» اه.

آياته على بعض، وهي مسألة خلافية، لا يسمح المقام هنا بالحديث عنها والخوض فيما ذكره العلماء حولها، ولكني اكتفي بذكر ملخص لكلام القرطبي فيها: «واختلف أهل الحق في تفضيل بعض السور والآيات على بعض، فقال قوم: لا فضل لبعض على بعض لأن الكل كلام الله عز وجل، وتفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، وان الأفضل يشعر بنقص المفضول. وقال قوم:
بالتفضيل، وأن ما تضمنه قوله تعالى وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ البقرة (163)، وآية الكرسي وآخر سورة الحشر، وسورة الإخلاص، من الدلالات على وحدانية الله وصفاته، ومثل هذه المعاني: ليست موجودة في قوله تعالى تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ إلى آخر السورة، وليس مدلول قوله سبحانه هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ الحديد (3) كمدلول:
وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ الأنعام (143، 144)، وما كان مثل ذلك فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها، لا من حيث الصفة، وقد يقال: سورة خير من سورة وآية خير من آية: بمعنى أن القارئ يتعجل له بقراءتها فائدة سوى الثواب الآجل، وهو الاحتراز مما يخشى، والاعتصام بالله تعالى مما يكره، وذلك كقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين وخاتمة سورة البقرة ونحو ذلك ... » اه باختصار من التذكار في أفضل الأذكار ص 32. وراجع البرهان للزركشي 1/ 438، والإتقان 4/ 115 - 127.
[1] كلمة «روى» ساقطة من د، ظ.
[2] رواه الترمذي 8/ 244، أبواب فضائل القرآن، وقال: حديث حسن غريب، قال شارح سنن الترمذي: «وفي سنده محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، وهو ضعيف».
ثم نقل عن الحافظ ابن حجر قوله: «قال الذهبي: حسّن الترمذي حديثه فلم يحسن».
وراجع ترجمة محمد بن الحسن المذكور في ميزان الاعتدال 3/ 515، وكلام العلماء فيه، وقد ذكر الذهبي هناك هذا الحديث بسنده إلى أبي سعيد الخدري مرفوعا «يقول الله: من شغله القرآن ..... » ثم قال: «حسنه الترمذي فلم يحسن».
والحديث أخرجه الدارمي في سننه 2/ 441 باب فضل كلام الله على سائر الكلام، وراجع التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي ص 39.
يقول الشوكاني: «والحديث لولا أن فيه ضعفا لكان دليلا على أن الاشتغال بالتلاوة عن الذكر وعن الدعاء يكون لصاحبه هذا الأجر العظيم ... » تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين ص 262.
وقوله في الحديث «وفضل كلام الله ... » الخ: «يحتمل أن تكون هذه الجملة من تتمة قول الله عز وجل، فحينئذ فيه التفات كما لا يخفى، ويحتمل أن تكون من كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهذا أظهر لئلا يحتاج إلى ارتكاب الالتفات». تحفة الأحوذى 8/ 244.
قال الشوكاني: «هذه الكلمة لعلها خارجة مخرج التعليل لما تقدمها من أنه يعطي المشتغل بالقرآن
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست