اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 175
(الكتاب) المسمّى به (التنزيل) أنه يراد به المكتوب: أرجح عندي من قول من قال: إنّه سمّي [1] بذلك لما فرض فيه وأوجب العمل به.
قال: ألا ترى أنّ جميع التنزيل مكتوب وليس كله مفروضا.
قال: وإذا كان كذلك كان العامل [2] الشامل لجميع المسمّى أولى مما كان بخلاف هذا الوصف [3] اه.
وهذا الذي رجحه أبو علي ليس براجح، لأن قولهم: هذا الدرهم ضرب الأمير قد علم المراد منه.
وأن الضرب الذي هو الغرض الذي قد انقضى وذهب: لا يصح أن يكون موجودا ومشارا إليه.
فتعين أن المراد بالضرب المضروب، وليس كذلك (الكتاب) لأنه اسم منقول [4] من المصدر كفضل، وإنما سمّي (القرآن) به [5] لأن معنى كتب الشيء: جمعه وضمّ بعضه إلى بعض وكذلك (القرآن).
وقول من قال: إنما سمّي كتابا لأنه يقال: كتب الله كذا بمعنى أوجبه وفرضه كقوله عزّ وجلّ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ .. [6] فسمّي (القرآن) كتابا لما فيه من الواجبات التي كتبها: أرجح من قول أبي علي، لأن الشيء [7] يسمّى ببعض ما فيه.
ثم إن قول أبي علي يوهم أن ليس الأصح هذا القول وقوله [8].
وصدقته 2/ 142، وانظر: فتح الباري 5/ 234.
ورواه مسلم في كتاب الهبات باب تحريم الرجوع في الصدقة والهبة بعد القبض 11/ 64، وأبو داود 3/ 808 كتاب البيوع باب الرجوع في الهبة والترمذي 4/ 522 كتاب البيوع باب ما جاء في كراهية الرجوع في الهبة. [1] في ظ: يسمى. [2] في المسائل الحلبيات: كان العام الشامل. [3] انظر المسائل الحلبيات بنحوه 303 - 305. [4] في د، ظ: رسمت الكلمة هكذا (مفعول). [5] في د، ظ: وإنما سمّي القرآن كتابا لأن .. الخ. [6] النساء (66) .. أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ... [7] حرفت في د، ظ: إلى (لأن المسمّى يسمّى). [8] هكذا هي في الأصل. وفي بقية النسخ: أن ليس إلّا هذا القول ... وهي واضحة، أما عبارة الأصل فهي قلقة.
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 175