اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 168
فهو على هذا منقول من الصفة، وإلى هذا القول ذهب أبو علي وإنما ذهب أبي علي في (القرآن) إلى أنّه مصدر في الأصل، وفي الفرقان إلى ما ذكرنا [1] قال لأن الدلالة قد قامت على أن (القرآن) لا يجوز أن يكون صفة كما قامت على جواز ذلك [2] كون (القرآن) [3] صفة، قال: وذلك أن الله عزّ وجلّ قال إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ.
فلو كان صفة [4] لم تجز هذه الإضافة، لأن الصفة لا تضاف إلى الفاعل، لأن اسم الفاعل هو الفاعل في المعنى، والشيء لا يضاف إلى نفسه [5]، قال: فلو [6] كان (القرآن) صفة كما أن (الفرقان) صفة في قول أبي عبيدة لم تجز فيه هذه الإضافة فدلّ جوازها [7] على أنه [8] مصدر في الأصل، ولا يمتنع أن يضاف المصدر إلى الفاعل [9]، كما لا يمتنع إضافته إلى المفعول لأنه غير الفاعل، كما أنه غير المفعول.
وأجاب [10] عن أنّه لو كان [11] صفة لجرى على موصوف، كما قيل: رجل قنعان فأجرى صفة على الموصوف، فقال: لا يمتنع أن يكون صفة وإن لم يجر على الموصوف، لأنّ كثيرا من الصفات استعمل استعمال الأسماء، من ذلك: هذا عبد ورأيت عبدا، وهو في الأصل صفة ولا يكادون يقولون: رجل عبد وكذلك صاحب ولذلك [12] لم يعمل أعمال
قال الراغب: (ص 378) والفرقان أبلغ من الفرق، لأنه يستعمل في الفرق بين الحق والباطل، وتقديره كتقدير (قنعان) يقنع به في الحكم، وهو اسم لا مصدر- فيما قيل- والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره. اه. [1] أي أنه منقول من الصفة. [2] في بقية النسخ: على جواز كون .. الخ. [3] هكذا في الأصل. وفي بقية النسخ: الفرقان. وهو كذلك في المسائل الحلبيات ص 299. [4] أي فلو كان القرآن صفة .. [5] فلا يقال: ضارب الأب زيدا، على تقدير: يضرب الأب زيدا. [6] «فلو»: ساقط من د، ظ. [7] أي الاضافة. [8] أي القرآن. [9] لعل الشيخ توهم أن المصدر في الآية مضاف إلى الفاعل، بينما الإضافة فيها من قبيل إضافة المصدر إلى مفعوله، والفاعل محذوف والأصل: وقراءتك اياه.
راجع روح المعاني 29/ 178 والفتوحات الالهية 4/ 448. [10] أي أبو علي الفارسي. [11] أي الفرقان. [12] في د: وكذلك. خطأ.
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 168