اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 130
وأُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ .. [1] وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ .. [2]، وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ... [3] نزلت في أهل التوراة [4]. والَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ .... والتي
قال ابن اسحاق:- اثناء ذكره للذين أمر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بقتلهم- وعبد الله بن خطل، رجل من بني تيم بن غالب .. الخ. ثم ذكر سبب قتله وخلاصته أنه قتل ثم ارتد عن الاسلام، وقد أمر صلّى الله عليه وآله وسلّم بقتله وإن وجد متعلقا بأستار الكعبة اه. وانظر صحيح البخاري 2/ 216 كتاب جزاء الصيد، باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، وشرحه فتح الباري 4/ 60، وصحيح مسلم بشرح النووي 9/ 131، كتاب الحج باب جواز دخول مكة بغير إحرام وسنن أبي داود 3/ 135، كتاب الجهاد باب قتل الأسير .. إلخ وسنن الترمذي 5/ 341 أبواب الجهاد باب ما جاء في المغفر.
هذا وقد اختلف في اسم ابن خطل فقيل، عبد العزى، وقيل: هلال وقيل، عبد الله، وهذا الأخير هو الصحيح، انظر: فتح الباري: 4/ 60، 61. [1] الحج (39) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا .. الآية.
روى الترمذي 9/ 15 بسنده عن ابن عباس قال: لما أخرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من مكة، قال أبو بكر:
أخرجوا نبيهم، ليهلكن فأنزل الله تعالى أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ ... الآية.
وراجع تفسير الطبري 17/ 172، وأسباب النزول للواحدي: 177، وللسيوطي 516 على هامش الجلالين، وراجع كذلك روح المعاني 17/ 161 بفتح القدير 3/ 457.
يقول القرطبي: 12/ 68 وهي أول آية نزلت في القتال اه. [2] الحج (40) وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ ... وإذا تقرر أن قوله تعالى أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ .. نزل بالمدينة فصلة قوله سبحانه بعدها وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ .. واضحة لأن فيه تحريضا على القتال المأذون فيه، فكأنه لما قيل أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ .. قيل: فليقاتل المؤمنون، فلولا القتال وتسليط الله تعالى المؤمنين على المشركين في كل عصر وزمان لهدمت متعبداتهم ولذهبوا شذر مذر، وهذا- أي شدة ارتباط الآيتين ببعضهما- يرجح كون الآية مدنية، والله أعلم، راجع في هذا روح المعاني للآلوسي 17/ 162. [3] الحج (54).
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ .. الآية. [4] يقول القرطبي: 12/ 87 وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ .. أي من المؤمنين، وقيل: أهل الكتاب اه.
ولم أجد غير القرطبي من المفسّرين- حسب اطلاعي- من أشار إلى أنها نزلت في أهل التوراة، او نص على مدنيتها.
وإنما بالاستقراء وجدت علماء أهل التفسير يذكرون هذه الآية ضمن آيات أربع مما استثنى من سورة الحج على انها مكية، تبدأ من قوله تعالى وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ... الآيات 52 - 55.
وقد نسب القرطبي 12/ 1 هذا القول إلى ابن عباس وقتادة والضحاك. ونسبه إلى قتادة أبو حيان 6/ 349، والسيوطي في الدر 6/ 3، والإتقان 1/ 32، وكذلك الألوسي في روح المعاني
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 130