اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 116
قال عطاء بن أبي مسلم: ثم نزلت.
27 - سورة المائدة. 28 - ثم سورة التوبة [1].
وعن ابن عباس [2] رحمه الله [3]: «أول شيء نزل من سورة التوبة لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ [4] ثم أنزلت السورة كلها بعد ذلك» [5].
فخرج النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى تبوك [6]، وتلك آخر غزوة غزاها النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقيل: آخر ما أنزل عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ [7][8]. [1] القول بأن آخر سورة نزلت سورة «براءة» ذكره البخاري 5/ 185، كتاب التفسير، باب يستفتونك، وباب قوله: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ 5/ 202 وذكره مسلم في كتاب الفرائض 11/ 58، كلاهما عن البراء بن عازب. وذكر الواحدي في كتابه أسباب النزول ص 7 بسنده:
« ... آخر سورة نزلت في المدينة براءة، اه».
والمراد- لا شك بعضها أو معظمها، لأن غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلّى الله عليه وآله وسلّم. أنظر فتح الباري 8/ 316، وفي البرهان للزركشي 1/ 194؛ ثم التوبة، ثم المائدة، ومنهم من يقدم المائدة على التوبة، وقرأ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المائدة في خطبة حجة الوداع وقال: «يا أيها الناس إنّ آخر القرآن نزولا سورة المائدة، فأحلّوا حلالها وحرّموا حرامها» اه.
ذكره ابن كثير في تفسيره 2/ 2 موقوفا على عائشة رضي الله عنها، وكذلك السيوطي في الدر المنثور 3/ 3، وفي الاتقان 1/ 79. [2] عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو العباس، حبر الأمة الصحابي الجليل، ولد بمكة في السنة الثالثة قبل الهجرة، ونشأ في بدء عصر النبوة، فلازم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف وتوفي بها سنة 68 هـ.
أنظر صفة الصفوة 1/ 746، ومعرفة القراء الكبار 1/ 45، والإصابة 6/ 130، والأعلام: 4/ 95. [3] في د، ظ: رضي الله عنهما، وهي أليق. وهكذا يقال في كل ما يماثله. [4] التوبة (25). [5] ذكره ابن الجوزي في تفسيره 3/ 388، وابن كثير 2/ 343، والسيوطي في الدر: 4/ 158، والإتقان 1/ 75، كلهم ذكروه موقوفا على تلميذ ابن عباس مجاهد. [6] كانت في شهر رجب سنة تسع، وكانت في زمن عسرة من الناس، وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، وكان عليه الصلاة والسلام قلّما يخرج في غزوة إلّا كنّى عنها، وورى بغيرها، إلّا ما كان من غزوة تبوك لبعد الشقة وشدة الزمان. راجع خبر هذه الغزوة في سيرة ابن هشام 2/ 515، والبداية والنهاية لابن كثير 5/ 3، المجلد الثالث، وزاد المعاد 3/ 526. [7] البقرة (281). [8] ذكره الطبري بأسانيده من عدة طرق عن ابن عباس 3/ 114، وذكره الواحدي بإسناده الى
اسم الکتاب : جمال القراء وكمال الإقراء - ت عبد الحق المؤلف : السخاوي ، علم الدين الجزء : 1 صفحة : 116