responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جماليات المفردة القرآنية المؤلف : أحمد ياسوف    الجزء : 1  صفحة : 246
الحياة المتطاولة .. لأن معنى أحرص الناس أحرص من الناس» [1].
ونجد أن تعليله لا يناسب المقام، فلا يكون ذمّهم في طول الحياة، ويمكن أن نجد إيحاء هذا التّنكير عند ضياء الدين عتر، إذ يقول: «يورد الكتاب المبين الألفاظ موارد حسّاسة، فلا تراها قاصرة على المعنى المتبادر منها للبال عادة، بل تتّسع دلالتها حتى توحي بمعنى أجلّ وأدقّ، خذ كلمة «حياة» أنت تشعر بأن كلمة «حياة» قد عبّرت بدقّة مرهفة عن حرص أولئك اليهود على أدنى قدر ممكن من الحياة، ومهما كان يسيرا خاويا من أية قيمة كريمة، فأثار ورودها بالتنكير معنى التحقير، وأفادت بالتالي أنّ
اليهود أشدّ حرصا على الحياة المتطاولة من باب أولى، فعبرت كلمة «حياة» في هذا المورد بآن واحد عن ضآلة قيمة الحياة الدنيا، وشدّة تكالب اليهود عليها» [2].
فالزمخشري فهم طول الحياة فقط، وتبعه في هذا الفهم من نقل عنه [3]، مثل النسفي [4] وأبو السعود.
ويستخلص الزمخشري من الآية الكريمة: لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ [5] مفهوما دينيا، إذ يقول: «لم خصّ الخير بالكسب، والشر بالاكتساب؟ قلت: في الاكتساب اعتمال، فلمّا كان الشرّ مما تشتهيه النفس، وهي منجذبة إليه، وأمّارة به، كانت في تحصيله أعمل وأجدّ، فجعلت لذلك مكتسبة فيه، ولمّا لم تكن كذلك في باب الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاعتمال» [6].
فإذا كانت صيغة «اكتسب» تدلّ على الاعتمال الذي يناسب الشر، فإننا

[1] الزمخشري، الكشاف: 1/ 298.
[2] عتر، د. حسن ضياء الدين، بينات المعجزة الخالدة، ص/ 253.
[3] انظر تفسير النسفي: 1/ 63، وتفسير أبي السعود: 1/ 132.
[4] هو أبو البركات عبد الله بن أحمد النّسفي نسبة إلى نسف بالهند، فقيه حنفي، توفي في أصبهان سنة 710 هـ، له مصنفات جليلة منها تفسيره «مدارك التنزيل» و «كنز الدقائق» في الفقه، و «المنار» في أصول الفقه وغيرها، وانظر الأعلام: 4/ 192.
[5] سورة البقرة، الآية: 286.
[6] الزمخشري، الكشاف: 1/ 408.
اسم الکتاب : جماليات المفردة القرآنية المؤلف : أحمد ياسوف    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست