responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته المؤلف : الدليمي، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 258
والثاني من هذه الرسالة- إنما قصارى هذا الخبر أنه يدل على أن قراءة ذلك الرجل- عباد بن بشر- ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم إياها، وكان قد أنسيها، أو أسقطها أي أسقطها نسيانا لا عمدا [1].
وهذا النوع من النسيان لا يزعزع الثقة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يشكك في دقة جمع القرآن ونسخه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد حفظ هذه الآيات من قبل أن يحفظها ذلك الرجل، ثم استكتبها كتاب الوحي، وبلغها الناس محفوظة عنه.
وليس في الحديث الذي احتجوا به أن هذه الآيات لم تكن بالمحفوظات التي كتبها كتاب الوحي، وليس فيه ما يدل على أن أصحاب الرسول كانوا قد نسوها جميعا، حتى يخاف عليها الضياع، أو السقوط عند الجمع الأول، واستنساخ المصحف الإمام [2].
قال ابن حجر: (النسيان من النبي صلى الله عليه وسلم يكون على قسمين:
أحدهما: نسيانه الذي يتذكره عن قرب وذلك قائم بالطباع البشرية، وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود في السهو: (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون) [3].
والثاني: أن يرفعه الله عن قلبه إرادة نسخ تلاوته. وهو المشار إليه بالاستثناء في قوله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ [4].
فأما القسم الأول فعارض سريع الزوال لظاهر قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ

[1] ينظر: فتح الباري: 9/ 106؛ ومناهل العرفان: 1/ 265.
[2] ينظر: مناهل العرفان: 1/ 265.
[3] صحيح البخاري، أبواب القبلة، باب التوجه نحو القبلة، رقم (392): 1/ 156؛ وصحيح مسلم: كتاب المساجد، باب السهو في الصلاة والسجود له، رقم (572):
1/ 402.
[4] سورة الأعلى، الآيات (6 - 7).
اسم الکتاب : جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته المؤلف : الدليمي، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست