responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته المؤلف : الدليمي، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 189
ورواية الإمام الزهري عن أنس التي هي في الصحيح لا تشير في ظاهرها إلى عدد المصاحف التي تم نسخها، ولا أسماء الأمصار التي أرسلت إليها، وإنما تكتفي بالإشارة إلى عدد إرسال المصاحف إلى كل أفق من آفاق الدولة الإسلامية آنذاك. وهي عبارة توحي بأن عدد تلك المصاحف كان كبيرا، ولا سيما أن الهدف منها هو توحيد المصاحف وقراءة القرآن في كافة الأمصار، فمن المتوقع، إذن إرسال نسخة إلى كل إقليم أو مصر. ولكن وردت روايات عن الأجيال التي تلت جيل الصحابة تشير إلى عدد تلك المصاحف. وينقل ابن أبي داود روايتين في ذلك:
الأولى: عن حمزة الزيات (ت 156 هـ)، والتي تجعل عدد المصاحف: أربعة، يقول حبيب الزيات القارئ: (كتب عثمان أربعة مصاحف، فبعث بمصحف منها إلى الكوفة. فوضع عند رجل من مراد، فبقي حتى كتبت مصحفي عليه) [1].
وقال الداني: بأن أكثر العلماء على أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدة منهن. فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، وأمسك عند نفسه واحدة. ثم قال: وهو الأصح وعليه الأئمة [2].
أما الرواية الثانية: التي تجعل عدد المصاحف سبعة، والتي أوردها ابن أبي داود عن أبي حاتم السجستاني، قال: لما كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة

[1] المصاحف: 1/ 241؛ وأورده ابن حجر في الفتح عن ابن أبي داود: 9/ 24 - 25.
[2] المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار: 19؛ ونقل هذا القول عن أبي عمر الداني، أبو شامة المرشد الوجيز: 74.
اسم الکتاب : جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته المؤلف : الدليمي، أكرم    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست