اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 92
موقف الصحابة من هذا الجمع:
وبعد أن أنفذ عثمان المصاحف أمر بما سوى مصحفه أن يحرق وبعث "إلى أهل الأمصار إني قد صنعت كذا وكذا ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم"[1].
وقد رضي الصحابة -رضي الله عنهم- ما صنع عثمان وأجمعوا على سلامته وصحته وقال زيد بن ثابت "فرأيت أصحاب محمد يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان"[2].
وروى ابن أبي داود عن مصعب بن سعد قال: "أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك وقال: لم ينكر ذلك منهم أحد"[3].
وروى سويد بن غفلة قال: قال علي -رضي الله عنه: لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا"[4] وعند ابن أبي داود قال: قال علي في المصاحف "لو لم يصنعه عثمان لصنعته"[5].
ولم ينقل عن أحد من الصحابة خلاف أو معارضة لما فعل عثمان -رضي الله عنه- إلا ما روي من معارضة عبد الله بن مسعود وينبغي أن نعلم أن معارضته -رضي الله عنه- لم تكن بسبب حصول تقصير في الجمع أو نقص أو زيادة، وإنما جاءت معارضته لعدم تعيينه مع أعضاء لجنة النسخ للمصاحف، ولهذا قال "أعزل عن نسخ المصاحف وتولاها رجل والله لقد [1] فتح الباري: ابن حجر ج9 ص21. [2] غرائب القرآن: النيسابوري ج1 ص27. [3] المصاحف: ابن أبي داود، ص19. [4] فتح الباري، ابن حجر ج9 ص18. [5] المصاحف: ابن أبي داود، ص19.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 92