اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 83
قد كتب فيه الناسخ والمنسوخ فهو ككتاب علم[1]. ولهذا روي أن أول من جمعه عمر رضي الله عنه، كما روي أن أول من جمعه سالم مولى أبي حذيفة، أقسم أن لا يرتدي برداء حتى يجمعه وكل ذلك محمول على ما حمل عليه جمع علي -رضي الله عنه- بل ذكر ابن حجر وغيره أن جمع علي -رضي الله عنه- كان حسب ترتيب النزول وذكر النهاوندي -أحد مفسري الرافضة- "أن الكتاب الذي جمعه أمير المؤمنين -رضى الله عنه- كان فيه بيان شأن نزول الآيات. وأسماء الذين نزلت فيهم وأوقات نزولها وتأويل متشابهاتها وتعيين ناسخها ومنسوخها، وذكر عامها وخاصها، وبيان العلوم المرتبطة بها، وكيفية قراءاتها"[2].
وإن صح هذا -مع استحالته- فليس هو بجمع للقرآن وإنما هو كتاب في علوم القرآن. وإنما قلت مع استحالته؛ فلأن جمعه حسب ترتيب النزول غير ممكن فقد سأل محمد بن سيرين عكرمة مولى ابن عباس فقال: "قلت لعكرمة: ألفوه كما أنزل الأول فالأول؟ قال: لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا"[3].
تسميته بالمصحف:
لم يكن "المصحف" يطلق على القرآن قبل جمع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وإنما عرف هذا الاسم بعد أن أتم زيد جمع القرآن فقد روى السيوطي عن ابن أشتة في كتابه "المصاحف" أنه قال: "لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر: التمسوا له اسمًا فقال بعضهم السفر وقال [1] روح المعاني: الألوسي، ج1 ص22. [2] نفحات الرحمن: ج1 ص8-12. عن كتاب: علوم القرآن عند المفسرين: إصدار مركز الثقافة والمعارف القرآنية في إيران ج1 ص367. [3] الإتقان: السيوطي ج1 ص77.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 83