اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 67
يحرك شفتيه.. فأنزل الله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قال: جمعه في صدرك ثم نقرأه. {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قال فاستمع وأنصت. ثم إن علينا أن نقرأه قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أقرأه[1]. [1] رواه البخاري: ج[1] ص4، ورواه مسلم: ج[1] ص330، 331.
2- حكمه:
حفظ القرآن كله واجب على الأمة، بحيث يحفظه عدد كثير يثبت به التواتر وإلا أثمت الأمة كلها وليس هذا لكتاب غير القرآن, وأما الأفراد فيجب على كل فرد أن يحفظ من القرآن ما تقوم به صلاته.
3- فضله:
لم يترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرا فيه حث على حفظ القرآن إلا وسلكه وأمر به، فكان يفاضل بين أصحابه بحفظ القرآن، ويعقد الراية لأكثرهم حفظًا للقرآن, وإذا بعث بعثًا جعل إمامهم في صلاتهم أكثرهم قراءة للقرآن ويقدم للحد في القبر أكثرهم أخذا للقرآن، ويزوج الرجل المرأة ويمهرها ما مع الرجل من القرآن، فضلًا عن الأحاديث الكثيرة الداعية لحفظ القرآن وتعلمه وتعليمه.
4- حفظ الرسول -صلى الله عليه وسلم- القرآن:
إدراكا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- للأمانة الكبرى التي كلف بها وهي أن يبلغ الناس القرآن: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [1].
وإدراكًا منه عليه الصلاة والسلام أن تبليغ القرآن يجب أن يكون كما سمعه بلا زيادة ولا نقصان ولا استبدال لحرف بحرف أو حركة بحركة، لذا فقد كان عليه الصلاة والسلام يشعر بحرج شديد وخوف عظيم أن ينسى [1] سورة الأنعام: الآية 19.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 67