اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 60
وقال: "وما أدراك أنها رقية، خذوها واضربوا لي بسهم" [1].
والقرآن شفاء للأمراض النفسية وما أحوج مجتمعاتنا المعاصرة إلى التداوي بالقرآن لهذا الداء الوبيل في عالم تتنازعه الأهواء المادية والشهوات الجسدية والملذات الدنيوية، وإنما تحدث الأمراض النفسية حين يعرض الإنسان عن القرآن وعن ذكر الله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [2] وقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [3]، أما العلاج والشفاء فهو قرين الذكر: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [4].
ولكن ينبغي أن نعلم أن الاستشفاء بالقرآن يستدعي كمال اليقين وقوة الاعتقاد وسلامته؛ ولذا قال الزركشي رحمه الله تعالى عن الاستشفاء بالقرآن: "لن ينتفع به إلا من أخلص لله قلبه ونيته، وتدبر الكتاب في عقله وسمعه، وعمر به قلبه، وأعمل به جوارحه، وجعله سميره في ليله ونهاره وتمسك به وتدبره"[5].
ومن خصائصه التي تتعلق بفضله وشرفه ومكانته: التعبد بتلاوته، وتعدد أسمائه وصفاته، والثواب لقارئه ومستمعه، وأن له نزولين، ونزوله منجمًا دون سائر الكتب السابقة وغير ذلك. [1] صحيح البخاري: ج7 ص23. [2] سورة طه: الآية 124. [3] سورة الزخرف: الآية 36. [4] سورة الرعد: الآية 28. [5] البرهان في علوم القرآن: الزركشي ج3 ص436.
ثانيًا: خصائص تتعلق بأسلوبه ولغته:
1- أنه لا يعلو عن أفهام العامة ولا يقصر عن مطالب الخاصة.
وهذان مطلوبان لا يدركهما الفصحاء والبلغاء من الناس، فلجئوا إلى
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 60