اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 406
محبتهم.
سادسًا: بيان فضل العلماء الراسخين في العلم وعلو مقامهم ومكانتهم واختلاف مراتبهم.
سابعًا: تعظيم شأن القرآن وبيان علو معانيه وسموها، واحتياج الناس لمعرفتها إلى التزود بالعلوم والمعارف حتى يرتقوا إلى مداركها. ويحظوا بمعانيها.
ثامنًا: زيادة التعلق بمعاني القرآن فإن الإنسان إذا حصل الشيء بمشقة كان تمسكه به، ومحافظته عليه، واهتمامه به أكبر.
تاسعًا: بيان رحمة الله وفضله بالأمة إذا لو كان القرآن كله من هذا النوع لكان في تحصيله مشقة عظيمة على الأمة، فاقتضت رحمة الله أن يجعل من القرآن ما هو محكم يدرك الناس معناه وهو أكثر القرآن[1] وما يحتاجون إليه في أمور دينهم ضرورة؛ ومنه آخر متشابهات لا يدركها إلا الراسخون في العلم وتذكر الناس بنعمة الآيات المحكمات. وقريب من هذا المعنى حكمة نسخ الحكم وبقاء التلاوة إذ إن فيه تذكير بالنعمة في رفع المشقة. [1] قال الشاطبي رحمه الله تعالى: "قوله في المحكمات {هُنَّ أُمُّ الْكِتَاب} يدل على أنها المعظم والجمهور، وأم الشيء معظمه وعامته، كما قالوا: أم الطريق بمعنى معظمه" الموافقات ج3 ص86. من حكم ذكر المتشابه الذي لا يمكن علمه:
أولًا: رحمة الله بالإنسان الذي لا يطيق معرفة كل شيء، ولو كشف الله الحجب للبشر لعمت الأضرار، وانتفت المصالح، فلو علم الناس حقيقة جهنم وما فيها من ألوان العذاب ورأوه رأي العين لقضى عليهم الخوف، وانقطعت قواهم عن العمل رهبة، ولو علم الناس بموعد قيام الساعة لقعدوا عن الاستعداد لها، ولو علموا بموعد آجالهم لعم الفساد وانقطع باب العمل الصالح عند كثير من الناس حتى موعد وفاتهم، ولو علموا بما سيرزقون
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 406