اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 396
ب- تشابه لفظي يرجع إلى التركيب للألفاظ وهي الجمل:
وهو ثلاثة أقسام: أحدها: لاختصار الكلام كقوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} [1] والمعنى ألا تقسطوا في اليتامى إذا تزوجتموهن.
ثانيها: بسط الكلام. كقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} [2] ففي ذكر الكاف بسط للكلام، ولو قال ليس شيء لظهر المعنى، فاشتبه المراد بذكرها مع ظهور المعنى بدونها.
ثالثها: نظم الكلام كقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا، قَيِّماً} [3] فجاءت جملة: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا} فاصلة بين الصفة والموصوف وأصل الكلام: أنزل على عبد الكتاب قيما، ولم يجعل له عوجا. وكقوله: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِر ٌ، يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [4] ففصل بين المصدر ومعموله وأصل الكلام وإنه على رجعه يوم تبلى السرائر لقادر. [1] سورة النساء: الآية 3. [2] سورة الشورى: الآية 11. [3] سورة الكهف: الآيتين [1]، 2. [4] سورة الطارق: الآية 8، 9.
الثاني: التشابه من جهة المعنى:
ويتعلق هذا النوع بالغيبيات؛ إذ لا يمكن للإنسان أن يتصور ما غاب عن حواسه على حقيقته، فالتخيل والتصور عنده لا يبتعد عن المحسوسات، فلا تدرك[1] صفات الله تعالى ولا ما في الجنة من النعيم، ولا ما في النار من عذاب إلا على سبيل التقريب. [1] المفردات: الأصفهاني ص255، عمدة الحفاظ: السمين ج2 ص1299، وانظر المحكم والمتشابه: د. عبد الرحمن المطرودي ص69.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 396