اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 390
المحكم والمتشابه
مدخل
...
المحكم والمتشابه:
تختلف قوى البشر ومداركهم العقلية كما تختلف قواهم ومداركهم الجسمية. فهناك من الأعمال ما يستطيع أن يفعله كل البشر، ومنها ما لا يستطيع فعله إلا الأقوياء منهم، ومنهم ما لا يستطيع أحد من البشر فعله. وكذا في المدارك العقلية هناك من المعاني ما يفهمه كل البشر، ومنها ما لا يفهمه إلا العلماء، ومنها ما لا يدرك المراد به أحد من البشر ولا يعلمه إلا الله.
ومن معاني القرآن الكريم ما هو ظاهر الدلالة، واضح المعنى، ومنه ما خفيت دلالته، وغمض معناه. وتدبر العلماء في معاني الآيات القرآنية ودرسوا هذين النوعين في باب المحكم والمتشابه.
وينقسم المحكم والمتشابه إلى قسمين:
الأول: الإحكام والتشابه العام.
الثاني: الإحكام والتشابه الخاص.
الإحكام والتشابه العام الإحكام العام
مدخل
...
أولا: الإحكام والتشابه العام:
أ- الإحكام العام:
دليله: وردت آيات كثيرة تصف القرآن الكريم كله بأنه محكم منها قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [1] وقوله تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [2] {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا} [3] {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} [4] {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الحكيم} [5].
{الم، تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيم} [6] {يّس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} وغير ذلك. [1] سورة هود: الآية الأولى. [2] سورة يونس: الآية الأولى. [3] سورة الرعد: الآية 37. [4] سورة الإسراء: الآية 39. [5] سورة آل عمران: الآية 58. [6] سورة لقمان: الآية 2.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 390