اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 339
الماسة إلى تطوير الكتابة لتكون أكثر تحديدًا وضباطًا[1].
فلم يكن الناس عند كتابة المصحف يجدون فرقًا كبيرًا بين كتابتهم وما يجدونه في المصحف وكان الصحابة ومن وافقهم من التابعين وتابعيهم يوافقون الرسم المصحفي في أكثر ما يكتبون ولو لم يكن قرآنًا ولا حديثًا واستمر الأمر على ذلك إلى أن ظهر علماء اللغة في البصرة والكوفة وأسسوا لفن الكتابة ضوابط وروابط بنوها على أقيستهم النحوية وأصولهم الصرفية وسموها على الخط القياسي أو الاصطلاحي المخترع وسموا رسم المصحف بالخط المتبع. وكلما تقدم الزمن ازدادت الحاجة إلى توحيد قواعد الكتابة وضبطها[1].
إلا أن العلماء المسلمين بتوفيق الله لهم أبقوا رسم المصحف على الكتبة الأولى صيانة للقرآن من أن يتعرض للتغيير والتبديل بين حين وآخر مما قد يؤدي إلى وقوع الخطأ والتحريف والتبديل.
وقد أدى هذا الأمر إلى الاختلاف النسبي بين كتابة المصحف والكتابة الإملائية المعروفة مما دعا علماء القراءات والرسم إلى تأليف كتب تشرح هذه الاختلافات، وتستنبط قواعد رسم المصحف، وتضبط كيفية كتابة الكلمات، وكانت مؤلفاتهم بين دراسة منهجية عامة تعنى بضبط القواعد والأصول، ودراسة تطبيقية تتبع الكلمات القرآنية حسب ترتيب السور والآيات فتبين طريقة رسمها، فظهر علم رسم المصحف. [1] انظر رسم المصحف: غانم قدوري الحمد ص735.
2 انظر رسم المصحف ص730. تعريفه:
وردت في اللغة العربية عدة كلمات للدلالة على تمثيل الألفاظ برموز مرئية من أشهرها "الكتاب، والهجاء، والخط، والرسم، والإملاء" ولم يكن استخدام هذه المصطلحات على حد سواء تأريخيًّا ويظهر أن أولها هو
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 339