اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 338
رسم المصحف مدخل
...
رسم المصحف:
الأصل في المكتوب أن يطابق المنطوق[1]، إلا أنا نجد مخالفة لهذا الأصل ليس في الكتابة العربية فحسب بل حتى في اللغات الأجنبية، فمن الحروف ما ينطق ولا يكتب، ومنها ما يكتب ولا ينطق.
وكتابة القرآن في المصاحف نوع من أنواع الكتابة التي يخالف نطقها كتابتها في بعض المواضع.
ولا شك أن الرسم الإملائي كان معروفًا قبل نزول القرآن الكريم، وقد حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على كتابة المصحف بطريقة تمنع من يتلو النص القرآني من الوقوع في اللحن بسبب خلوه من رموز الحركات واشتراك بعض الحروف في رمز كتابي واحد[2] فرمز الباء والتاء والثاء مثلا هو "ب" بلا نقط.
ويبدو أن الصحابة -رضي الله عنهم- لم يخترعوا كتابة جديدة أو يصطلحوا على طريقة مبتكرة بل كتبوا أكثر القرآن بالطريقة السائدة للكتابة في عصرهم[3]، وتشهد النقوش التي ترجع إلى القرن الأول الهجري أن الكتابة السائدة حينئذاك مطابقة للصورة التي نجدها في الرسم العثماني إلا أن اتساع استخدام الكتابة العربية في القرون الهجرية الأولى أظهر الحاجة [1] يخالف بعض الباحثين في تقرير هذا الأصل. وليس هذا موضع تقريره. [2] انظر رسم المصحف: غانم قدوري الحمد ص729 وقبله في فقه العربية: رمضان عبد التواب ص90. [3] وهذه مسألة أيضًا يخالف فيها بعض الباحثين ما نراه فيها.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 338