اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 327
الثاني: المشهور.
وهو ما صح سنده ولم يبلغ درجة التواتر ووافق الرسم والعربية، واشتهر عند القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ.
ومثاله ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة، فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض.
وأمثلة ذلك كثيرة في فرش الحروف من كتب القراءات كالمتواتر، ومثالها: قراءة أبي جعفر: "مَا أَشْهَدْناهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا"[1] بفتح التاء في "وما كنت" وقرأها الباقون "وما كنتُ"، وبلفظ الجمع في "ما أشهدناهم" وقرأها الباقون بالإفراد "ما أشهدتهم". [1] سورة الكهف: الآية 51. الثالث: الآحاد
وهو ما صح سنده، وخالف الرسم أو العربية، أو لم يشتهر الاشتهار المذكور، وهذا النوع لا يقرأ به، ولا يجب اعتقاده.
وعقد الترمذي في جامعه[1] والحاكم في مستدركه[2] لذلك بابًا أخرجا فيه شيئًا كثيرًا صحيح الإسناد.
ومن ذلك ما أخرجه الحاكم في مستدركه من طريق عاصم الجحدري عن أبي بكرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ "متكئين على رفائف خضر وعباقري حسان"[3].
وكقراءة ابن عباس -رضي الله عنهما: "وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا" بزيادة صالحة، وأمامهم بدل وراءهم[4]. [1] جامع الترمذي: أبواب القراءات، ص658، 660. [2] المستدرك: للحاكم ج2 ص23، 257. [3] المستدرك: ج2 ص250، والقراءة المتواترة: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: الآية 76] . [4] النشر في القراءات العشر: ابن الجزري، ج1 ص14، والقراءة المتواترة: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: الآية 79] .
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 327