responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 275
أما الرد على النظام ومن معه فإنا نقول:
كيف يصح القول أن همتهم لم تتجه للإتيان بمثل القرآن وهم الذين لم يتركوا سبيلًا للقضاء على دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وسلكوا كل طريق شاق، حاربوه، وناوءوه، وقاطعوه، وآذوه مع إبطاله لمعتقداتهم، وإثارته لحفيظتهم، واستفزازه لمشاعرهم، وإلهابه لغيرتهم، وأصاب موضع عزتهم وفخارهم، وقد مكنهم من نفسه لو استطاعوا، فدعاهم وتحداهم أن يأتوا بمثل سورة من القرآن ولو كان فيهم أدنى قدرة، أو عرفوا أحدًا يملكها في أقصى الأرض لبعثوا إليه كما بعثوا لليهود يسألونهم عما يسألون محمدًا -صلى الله عليه وسلم- عنه ليحرجوه، فلا يصح بعد هذا أن يقال إن همتهم لم تتجه للإتيان بمثله.
وأما الرد على المرتضى ومن معه:
ففي قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [1].
وفي هذا دليل أن عجزهم كان مع بقاء قدرتهم ولو لم يكن عندهم قدرة لما صح تحديهم؛ إذ لا يصح لأحد أن يتحدى الموتى، إذ ليس عجز الموتى مما يحتفل بذكره[2] كما لا يصح أن يتحدى المبصر الأعمى وإنما يصح التحدي إذا تحدى من يملك البصر أما إذا سلب البصر لم يصح تحدي مثله، كما أن قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} يدل على وجود القدرة لأن المعاونة والمظاهرة إنما تمكن مع القدرة ولا تصح مع العجز والمنع[3].

[1] سورة الإسراء: الآية 88.
[2] الإتقان: السيوطي ج2 ص151.
[3] المغني في أبواب التوحيد والعدل: عبد الجبار الهمداني ج16 ص323.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 275
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست