اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 27
حكمة تعدد أسماء القرآن الكريم:
وقد بين العلماء -رحمهم الله تعالى- حكمة تعدد الأسماء للقرآن الكريم فقال الفيروزآبادي -رحمه الله تعالى: "اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من الأمور، أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدته وصعوبته وكثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، وكثرة أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- دلت على علو رتبته وسمو درجته وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه وفضيلته"[1]. [1] بصائر ذوي التمييز: الفيروزآبادي ج[1] ص88.
الاشتراك والامتياز بين أسماء القرآن الكريم:
وبين أسماء القرآن الكريم الكثيرة اشتراك وامتياز، فهي تشترك في دلالتها على ذات واحدة هي القرآن الكريم نفسه ويمتاز كل واحد منها عن الآخر بدلالته على معنى خاص، فكل اسم للقرآن يدل على حصول معناه فيه، فتسميته مثلا بالهدى يدل على الهداية فيه، وتسميته بالتذكرة يدل على أن فيه ذكرى، وهكذا[1].
كما قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عن لفظ السيف والصارم والمهند.. فإنها تشترك في دلالتها على الذات فهي من هذا الوجه كالمتواطئة، ويمتاز كل منها بدلالته على معنى خاص فتشبه المتباينة وأسماء الله وأسماء رسوله وكتابه من هذا الباب[2]. [1] خصائص القرآن الكريم: فهد الرومي ص123. [2] مجموع فتاوى ابن تيمية ج20 ص494. مصدر أسماء القرآن الكريم:
وأسماء القرآن الكريم وصفاته توقيفية لا نسميه ولا نصفه إلا بما جاء في الكتاب أو في السنة النبوية الشريفة.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 27