اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 263
المراد بإعجاز القرآن الكريم:
للعلماء في تعريف الإعجاز أقوال تختلف ألفاظها وتتحد معانيها منها تعريف الهمداني أن معناه: "أنه يتعذر على المتقدمين في الفصاحة، فعل مثله، في القدر الذي اختص به"[1].
ويمكن تعريفه بقولنا هو: عجز المخاطبين بالقرآن وقت نزوله ومن بعدهم إلى يوم القيامة عن الإتيان بمثل هذا القرآن مع تمكنهم من البيان وتملكهم لأسباب الفصاحة والبلاغة وتوفر الدواعي واستمرار البواعث. [1] المغني في أبواب التوحيد والعدل: ج16، إعجاز القرآن ص226.
ومما يحز في النفس ظهور بعض من ينكر الخوارق أو بعضها، ويئولها بتكلف شديد حتى لا تكون من الأمور الخارقة، فيزعم مثلًا أن المرء إذا اعتقد اعتقادًا جازمًا في أمر من الأمور، وتيقنه يقينًا قاطعًا أنه يقع وفق اعتقاده، فإذا اعتقدت امرأة بكر لم تتزوج ولم يجامعها أحد أنها حامل وتيقنت ذلك فإن الحمل يقع!! [1] ويريدون بذلك تعليل حمل مريم بعيسى عليه السلام فتكلفوا ما هو أغرب من المعجزة، وفروا من خارق إلى أخرق.
وفسروا فلق البحر لموسى عليه السلام بالمد والجزر، والطير الأبابيل[2] بالجراثيم والميكروبات.
ونسي أولئك أن الذي يقدر على جعل الماء سائلًا قادر على أن يجعله متجمدًا أو صلبًا، وما المانع أو المستغرب أن يجعل نوعًا من أنواع الطيور قادرًا على حمل حجارة ورميها على أعداء الله ونحو ذلك. [1] تفسير المنار: ج3 ص309، 310. [2] حكاية طريفة أسوقها للعظة والعبرة طفل صغير سأله والده ماذا حفظت اليوم؟ فقال: سورة العصافير فاستغرب والده وطلب منه قراءتها وحين قرأها وجد أنه فهم من ذكر الطير الأبابيل أنها طيور حقيقية وهو لا يفهم من الطيور إلا العصافير، فانظر لهذا العقل الفطري وانظر لتأويلات أهل العقول الكبيرة!!
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 263