اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 260
4- السلطان: كما قال الكفار لأنبيائهم: {قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} وأجاب الرسل عليهم السلام: {وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [1] وقال تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ، إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ} [2]. [1] سورة إبراهيم: الآيتين 10، 11. [2] سورة المؤمنون: الآية 45، 46. شروط المعجزة:
وللمعجزة شروط منها1:
1- أن تكون من الأمور الخارقة للعادة:
سواء كانت كلامًا كالقرآن الكريم، وتسبيح الحصى بين يدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحنين الجذع وكلام الهدهد ونحو ذلك. أو كانت فعلًا كانشقاق القمر، وانفجاز الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، وتكثير الطعام القليل ونحو ذلك. أو كانت ترك فعل كعدم إحراق النار لإبراهيم عليه السلام وعدم إغراق البحر لموسى عليه السلام وقومه وعدم تأثير السم في جسده صلى الله عليه وسلم.
والمعجز هو الأمر الخارق للعادة ولو فعل النبي أمرًا غير خارق للعادة ولم يستطع الآخرون فعله فإن الإعجاز ليس في فعله وإنما في منعهم وحبسهم عن الإتيان بمثل فعله، كما لو رفع الرسول يده أو مد رجله أو تكلم بالكلام المعتاد ثم تحدى قومه بالإتيان بمثل فعله أو قوله فلم يستطيعوا ذلك فإن الإعجاز ليس في فعله هذا أو قوله؛ لأنه ليس خارقًا للعادة وإنما الإعجاز في هذه الحالة في منعهم وحبسهم عن ذلك لكونه هو الأمر غير المعتاد والخارق للعادة. [1] انظر: الجامع لأحكام القرآن: القرطبي ج1 ص70، 71، وانظر مباحث في إعجاز القرآن: د. مصطفى مسلم ص15، 17 ومنها اقتبست هذا المبحث.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 260