responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 243
اللَّهِ} [1] قد نزلت قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بتسع ليال، وبهذا يظهر أن المراد بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية[2]، ليس إكمال نزول القرآن أو أن هذه الآية هي آخر ما نزل منه، وقد بين العلماء المراد بإكمال الدين فمن ذلك:
1- ما رواه ابن جرير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وهو الإسلام قال: أخبر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا وقد أتمه الله عز ذكره، فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه فلا يسخطه أبدا[3] وفسر قوله: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} بقوله: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعًا فلما نزلت "براءة" فنفي المشركين عن البيت، وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [4].
2- أن المراد بإكمال الدين إكمال الحج، والمعنى اليوم أكملت لكم حجكم فأفردتم بالبلد الحرام تحجونه أنتم أيها المؤمنون دون المشركين لا يخالطكم في حجكم مشرك[5].
3- أن المراد بإكمال الدين إعلاء كلمته وظهوره على الدين كله وفي حجة الوداع ظهرت شوكة هذا الدين وعلت كلمته، فقد كان المشركون يحجون مع المسلمين ويزاحمونهم في المشاعر فأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن لا يحج مشرك فامتثل المشركون أمره وأعلى الله كلمته ولم يجرؤ أحد منهم على مخالفته.

[1] سورة البقرة: الآية 281.
[2] سورة المائدة: الآية 3.
[3] تفسير الطبري ج9 ص518.
[4] المرجع السابق ج9 ص521، 522.
[5] المرجع السابق ج9 ص519.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست