responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 237
الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة:
ومن ينظر إلى هذه الأقوال الثلاثة ويتدبرها يجد أنها بمثابة قول واحد؛ ذلك:
1- أن هذه الآيات آيات متتابعة في سورة البقرة من الآية 278 إلى الآية 282 فالقول فيها بمثابة قول واحد فكل راو يذكر بعض آخر ما نزل.
2- أن ابن عباس -رضي الله عنهما- روى عنه القول بأن آخر ما نزل آية {وَاتَّقُوا يَوْمًا} وروي عنه القول بأن آخر ما نزل آية الربا. والجمع بين القولين أولى من إبطال أحدهما.
3- أن البخاري -رحمه الله تعالى- أورد بدقته وثاقب نظره قول ابن عباس آخر آية نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- آية الربا "في باب قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} فجعل بهذه الإشارة الموضوع واحدا والروايتين متحدتين غير متعارضتين رحمه الله[1].
ولهذا قال ابن حجر: "وطريق الجمع بين هذين القولين أن هذه الآية يعني: {وَاتَّقُوا يَوْمًا} هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن"[2].
وقد جمع بينهما السيوطي فقال: "قلت: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا -واتقوا يومًا- وآية الدين - لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف، ولأنها في قصة واحدة، فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح"[3].
وبهذا يظهر أن هذه الأقوال الثلاثة قول واحد وهو القول الصحيح.

[1] قاله الأستاذ أحمد شاكر، تفسير الطبري ج6 ص40 "الهامش".
[2] فتح الباري: ابن حجر ج8 ص53.
[3] الإتقان: السيوطي ج1 ص36.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست