responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 214
ثانيًا: تيسير حفظه وفهمه:
من المعلوم أن الأمة التي بعث فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت أمية، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أميًّا {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} [1] وقال عن نبيه صلى الله عليه وسلم: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} [2] وقال جل جلاله: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ} [3].
وليس من السهل على الأمي وعلى الأميين تلقي كتاب كامل دفعة واحدة بل الحكمة في التدرج في تنزيل القرآن والتدرج في تعليمهم إياه، فكان ينزل كما مر بنا خمس آيات خمس آيات أو سورة سورة. وهذا ما يناسب أحوالهم، ولو نزل عليهم جملة واحدة لشق عليهم حفظه وفهمه فضلًا عن العمل به، قال أبو شامة المقدسي -رحمه الله تعالى- في بيان هذه الحكمة: "وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أميًّا لا يكتب ولا يقرأ ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه، ولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه، والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبها قارئًا وكذا كان غيره، والله أعلم".
ثم أورد سؤالًا وأجاب عليه فقال: "فإن قلت: كان في القدرة إذ أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة. قلت: ما كل ممكن في القدرة بلازم وقوعه، فقد كان في قدرته تعالى أن يعلمه الكتابة والقراءة في

[1] سورة الجمعة: الآية 2.
[2] سورة الأعراف: الآية 157.
[3] سورة الأعراف: الآية 158.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست