اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 172
صعدت بعد الموت إلى عليين وفتحت لها أبواب السماء: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [1]، وإن حادث وأبت إلا الغداء الترابي أغلقت في وجهها أبواب السماء قال تعالى: {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [2]، قال كعب: "أرواح المؤمنين في عليين في السماء السابعة، وأرواح الكفار في سجين في الأرض السابعة تحت جند إبليس"[3].
وغذاء الجسد فيه النافع والضار فإذا غذى الإنسان جسده بالغذاء الجيد صح وقوي بناؤه وظل حيا طريا متماسكًا، وإذا غذاه بالغذاء الرديء أو أهمل غذاءه ضعف وانحرف مزاجه، وساءت صحته، وخارت قواه، وهزل وذبل.
وكذا غذاء الروح فيه النافع والضار أيضًا فإذا غذي الإنسان روحه بالغذاء السليم سمت وارتفعت وصحت وسلمت من الأمراض. وغذاؤها صحة الاعتقاد، وسلامتها باتصالها بالله تعالى، قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [4].
وإذا أهمل الإنسان غذاء روحه أو غذاها بالغذاء البشري بأن جعل صلتها بالمبادئ الوضعية والمعتقدات الزائفة أو انقادت لمذلات الجسد الترابي فتغذت بغذائه واستغنت به عن غذائها الرباني ضعفت وخارت وتاهت وانحرف مزاجها ولم يقر لها قرارًا وضاقت عليها الأرض على سعتها. [1] سورة الفجر: الآيتين 27، 28. [2] سورة الأعراف: الآية 40. [3] شرح العقيدة الطحاوية: علي بن أبي العز ج2 ص583. والروح: ابن القيم: ص91. [4] سورة الرعد: الآية 28.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 172