اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 154
عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ، لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} [1]. فقد قال قتادة: من قرأ "سُكِّرت" مشددة يعني سُدَّت، ومن قرأ "سُكِرَت" مخففة فإنه يعني سُحرت[2].
2- ومنها الاختلاف في الإعراب، فإن للإعراب أثره في تفسير الآية: ومثاله اختلافهم في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [3]. فقد اختلفوا في {وَالرَّاسِخُونَ} فقيل: عطف نسق على لفظ الجلالة، وقيل: مبتدأ والخبر في قوله تعالى: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} فعلى القول الأول أن الراسخين يعلمون تأويله وعلى القول الثاني لا يعلمون، وسبب هذا الاختلاف الاختلاف في الإعراب.
3- ومن أسباب الاختلاف احتمال اللفظ أكثر من معنى كالاشتراك اللغوي، فإن بعض الكلمات لها أكثر من معنى في اللغة كلفظ "قسورة" الذي يطلق على الرامي وعلى الأسد، ولفظ "النكاح" الذي يطلق على العقد وعلى الوطء، ولفظ "القرء" الذي يطلق على الحيض وعلى الطهر، وهناك أسباب أخرى غير ذلك[4]. [1] سورة الحجر: الآيتان: 14، 15. [2] تفسير ابن جرير الطبري ج14 ص10. [3] سورة آل عمران: من الآية 7. [4] انظر ما ذكرته من أسباب أخرى في كتابي "بحوث في أصول التفسير ومناهجه" وقد أفرد هذه الأسباب بالتأليف الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان بكتابه "اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره"، والدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع في كتابه "أسباب اختلاف المفسرين". حكم تفسير بالمأثور
... حكم التفسير بالمأثور:
قلنا: إن التفسير بالمأثور ينقسم إلى قسمين:
1- ما توافرت الأدلة على صحته. فهذا يجب قبوله، ولا يجوز العدول عنه.
2- ما لم يصح فيجب رده ولا يجوز قبوله ولا الاشتغال به إلا للتحذير منه.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : فهد الرومي الجزء : 1 صفحة : 154