اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : محمد بكر إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 323
أدوات القسم:
أدوات القسم هي: الباء، والواو، والتاء، أما الباء فهو أصلها، ولهذا خُصَّ بأحكام منها:
1- ذكر الفعل معه، مثل: "أقسم بالله لتفعلن".
2- دخوله على الضمير مثل: "بك لأفعلن".
3- القسم الاستعطافي مثل: "بالله هل قام زيد؟ ".
أي: أسألك بالله مستحلفًا.
وأما الواو فإنه يجر الاسم الظاهر، ولا تتعلق إلّا بمحذوف يُقَدَّر بنحو: "أقسم، وأحلف".
وأما التاء فإنه يختص باسم الله تعالى، فلا يُقَالُ تالرب، ولا تالكعبة.
وورد قليلًا قولهم: تربى، وترب الكعبة، وتالرحمن، ولا يقاس عليه. والقسم بالواو في القرآن أكثر من القسم بالباء والتاء.
"وقد نبَّه ابن هشام في المغني على قاعدة يجب وضعها في الاعتبار عند الإعراب إذا ورد القسم بشيء عُطِفَ عليه مثله فقال: إن تلتها واو أخرى نحو قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} .
فالتالية واو العطف، وإلّا لاحتاج كلٌّ من الاسمين إلى جواب". أ. هـ[1]. [1] انظر ج2 ص361. مقاصد القسم ومواطن العبرة فيه:
اعلم أن الله -عز وجل- لا يقسِمُ بشيء إلا وفيه موضع للعبرة، وموطن للعظة والذكرى، ومجال رحب للتأمُّل والنظر، وكان من ورائه مقصد يطلبه المؤمن المتدبِّر والعاقل المستبصر.
وكثيرًا ما يحمل المقسم عليه خصائص المقسَم به وسماته, فتكون المناسبة بينهما جدّ قوية، على ما سيأتي بيانه.
فقد يقسِمُ الله بالشيء لتعظيمه, أو للتهويل من شأنه, والتحذير من شره، أو للتذكير بنعمه، أو لدعوة العقلاء إلى التأمُّل فيه، والتعرُّف على أسراره، وقد
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : محمد بكر إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 323