اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : محمد بكر إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 298
فيقصدوه، ويعرفوا الباطل فيجتنبوه، كما قال الشريف الرضي في كتابه تلخيص البيان في مجازات القرآن[1]: "وقد يكون معنى الضرب: إبقاء شيء على شيء، فكأن المثل مطابق للحالة, أي: للصفة التي جاء لإيضاحها". [1] ص107. تعريفه عند علماء البيان:
أما تعريفه عند علماء البيان فهو: استعارة تمثيلية شاع استعمالها مذكَّرًا أو مؤنثًا, من غير تغيير في العبارة الواردة[1].
فإذا فشت الاستعارة التمثيلية، وشاع استعمالها، وظلَّت باقية على هيئتها, واستساغها العقلاء لما فيها من دقة التصوير أضحت مثلًا يضرب.
كقولهم: "الصيف ضيعت اللبن" بكسر تاء الفاعل، فقد ورد في امرأة فرَّطت في أمر، ثم طلبته بعد فوات فرصته، ثم شاع استعماله وذاع، حتى صار مثلًا يضرب لكل مَنْ طلب أمرًا بعد التفريط فيه وبعد فوات وقته.
وكقولهم: "تأتي الرياح بما لا يشتهي السُّفنُ" لمن يعرض له أمر لا يشتهيه تشبيهًا له بربان السفينة تزجيها الرياح إلى غير الوجهة التي يريدها.
وهكذا يقال في جميع الأمثال السائرة نثرًا ونظمًا.
والاستعارة التمثيلية: "هي اللفظ المركب المستَعْمَل في غير ما وُضِعَ له, لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي"[2].
وتشبيه التمثيل: "هو ما كان وجه الشبه فيه هيئة منتزعة من عدة أمور -اثنين فما فوق- حسيًّا كان ذلك الوجه أو غير حسي"[3].
وإذا أطلق لفظ التمثيل انصرف إلى الاستعارة التمثيلية، فإذا أريد التشبيه ذو الوجه المركَّب قيل: تشبيه التمثيل، أو تشبيه تمثيلي. [1] المنهاج الواضح للشيخ حامد عوني ج5 ص139. [2] المرجع السابق ص137. [3] المرجع السابق أيضًا ج1 ص66.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : محمد بكر إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 298