اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : محمد بكر إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 296
أي: الأشبه بالفضيلة، وهي تأنيث الأمثل".
هذا، ويأتي لفظ المثل بمعنى الصفة، كقوله تعالى:
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُون} [1].
ويأتي بمعنى الحال، كقوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} [2].
والفرق بين الحال والصفة: أن الأول متغير، والثاني ثابت، أو شبه ثابت, ويأتي لفظ المثل بمعنى القصة والحكاية.
هذا، ويطلق المثال في اللغة على معانٍ أُخَر غير التي ذكرناها، فقد يُسَمَّى الفراش مثالًا، والقصاص مثالًا، والحجة مثالًا، كما جاء في بعض المعاجم كلسان العرب ومقاييس اللغة.
ويأتي المثال بمعنى المقدار، ويكون بمعنى العبرة.
ومنه قوله -عز وجل: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [3].
ويكون المثل بمعنى الآية.
قال -عز وجل- في صفة عيسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [4].
أي: آية تدل على ثبوته.
وجميع المعاني التي ذكرناها للمثل بتصاريفه المختلفة تُرَدُّ إلى معنى المشابهة على نحوٍ ما. [1] الرعد: 35. [2] البقرة: 17. [3] الزخرف: 56. [4] الزخرف: 59. تعريفه عند الأدباء:
أمَّا تعريفه عند الأدباء فهو أخصّ من تعريفه عند اللغويين، فقد عرَّفوه بأنه قول في شيء يشبه قولًا في شيء آخر بينهما مشابهة، ليبيِّن أحدهما الآخر، ويصوره، نحو قولهم: الصيف ضيعت اللبن، فإن هذا القول يشبه قولك: أهملت وقت الإمكان أمرك.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : محمد بكر إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 296