اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : محمد بكر إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 143
مزايا الرسم العثماني وفوائده:
التمس العلماء مزايا لخروج الصحابة عن الخط المألوف في كتابه المصاحف إلى خط آخر يختلف عنه بعض الشيء في نسخ المصاحف التي أرسلوا بها إلى الأمصار، ونقَّبوا عن الحكمة من هذا الصنيع المتقن الذي يدعو إلى الإعجاب, وحاولوا أن يتعرفوا على فوائد هذا الرسم في خدمة القرآن والقرَّاء، فذكروا بعد التحري والبحث فوائد كثيرة, أذكر منها هنا ما أراني مقتنعًا به، فأقول:
وكلمة "عن" توصل بكلمة "ما"، إلّا قوله سبحانه: {عَنْ مَا نُهُوا عَنْه} .
وكلمة "إن" بالكسر, توصل بكلمة "ما" التي بعدها، إلّا قوله سبحانه: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّك} .
وكلمة "أن" بالفتح, توصل بكلمة "ما" مطلقًا من غير استثناء.
وكلمة "كل" توصل بكلمة "ما" التي بعدها، إلّا قوله سبحانه: {كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَة} , {مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوه} .
وتوصل كلمات "نعمَّا، وربما، وكأنما، ويكأن" ونحوها.
قاعدة ما فيه قراءتان:
خلاصتها: إن الكلمة إذا قرئت على وجهين، تُكْتَب برسم أحدهما، كما رُسِمَت الكلمات الآتية بلا ألف في المصحف، وهي:
"مالك يوم الدين، يخادعون الله، وواعدنا موسى، تفادوهم"، ونحوها.
وكلها مقروءة بإثبات الألف وحذفها.
وكذلك رسمت الكلمات الآتية بالتاء المفتوحة، وهي:
{غَيَابَةِ الْجُبِّ} , {أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ} في العنكبوت.
{ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا} في فصلت.
{وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} في سبأ.
وذلك لأنها جمعاء مقرءوة بالجمع والإفراد.
وغير هذا كثير، وحسبنا ما ذكرنا للتمثيل والتنوير.
اسم الکتاب : دراسات في علوم القرآن المؤلف : محمد بكر إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 143