اسم الکتاب : علم التفسير كيف نشأ وتطور حتى انتهى إلى عصرنا الحاضر المؤلف : عبد المنعم النمر الجزء : 1 صفحة : 136
1 - قسم جاف مبعد عن الله وكتابه، وهو ما يقصد به حل الألفاظ والإعراب الخ .. فهذا لا يسمى تفسيرا، وإنما هو ضرب من التمرين فى الفنون، كالنحو والمعانى وغيرهما ..
2 - التفسير الذى قلنا: إنه يجب على الناس على أنه فرض كفاية، وهو ذهاب المفسر إلى فهم المراد من القول، وحكمة التشريع فى العقائد والأحكام، على الوجه الذى يجذب الأرواح ويسوقها للعمل، ويتحقق به كون القرآن «هدى ورحمة»، ثم يقول الإمام: وهذا هو الفرض الأول الذى أرمى إليه فى قراءة التفسير ..
ثم تكلم عن التفاسير الموجودة، ونقدها نقدا مرا، وتكلم عن نظرتنا للقرآن، واتخاذه أحجبة، وحماية من الجان لمن حمله، وإحداثنا الضوضاء حول قارئيه بصوت حسن لحسن الصوت، لا لفهم المعنى والألفاظ كما هو معروف، وبهذا صرنا كما يقول- فى جاهلية أشد من الجاهليين والضالين فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم.
وإننا نعتقد أن المسلمين ما ضعفوا وزال ملكهم إلا بإعراضهم عن هداية القرآن، ولن يعودوا إلى عزهم إلا بالرجوع إلى هدايته، والاعتصام بحبله.
وبهذا انتهت المقدمة التى اقتبسها السيد رشيد رضا من كلام الإمام.
وعلى هذا الأساس، وتحقيقا للهدف الذى يرمى إليه الإمام من إصلاح، أقبل على إلقاء دروسه فى التفسير، فصار أول معلم من معالم التغيير والتحول، لا فى منهج التفسير فحسب، ولكن فى حياة الأمة نفسها ..
حينما تأثر بهدايته وطريقته ودعوته الكثيرون سنة بعد سنة، وصار صاحب مدرسة تجديدية فى الفكر الدينى عموما لا فى التفسير وحده ..
وقد قيض الله له تلميذه السيد رشيد رضا، وأتى به من لبنان أو من الشام كما كانت تسمى، ليقوم بهذا الدور العظيم، ويقيم صرح مدرسة الإمام التجديدية .. ويواصل رسالته ويمكنها بعد وفاته، بواسطة مجلة المنار، ومدرسة الدعوة والإرشاد، والخطب والدروس، وكانت مدرسة الإمام كشجرة
اسم الکتاب : علم التفسير كيف نشأ وتطور حتى انتهى إلى عصرنا الحاضر المؤلف : عبد المنعم النمر الجزء : 1 صفحة : 136