ويمتاز عمل ابن جرير في التفسير بالمأثور أنه يورد الروايات بأسانيدها، لكنه وقد التزم هذا الأسلوب لم يلتزم الصحة فيما يورده، كما أنه قلّما يعقّب على الروايات بتصحيح أو تضعيف، وذلك لأنه كان يرى- فيما يبدو- أن من أسند فقد حمّلك البحث عن رجال السند ودرسه، وكان عصره عصر العلم بهذا الفن يسهل على طالب العلم معرفة حال الروايات أسانيد ومتونا، فاعلم ذلك وراعه.
2 - تفسير القرآن العظيم لابن كثير:
هو الإمام المحدث الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير البصيري ثم الدمشقي، الفقيه والمفسر والمؤرخ ولد نحو سنة (700 هـ) وتوفي سنة (774 هـ) وكان أبو الفداء إسماعيل بن كثير على مبلغ عظيم من العلم الذي تجلّى في تفسيره، وتاريخه (البداية والنهاية) حتى ليمكن أن نقول: «إنه منقح التفسير، ومحقق التاريخ».
قال عنه الذهبي في المعجم المختص: «الإمام المفتي المحدث البارع، فقيه متفنن، محدث متقن مفسر نقال، وله تصانيف مفيدة».
وقال ابن حبيب فيه: «زعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنف، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف، وحدث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه في البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رئاسة العلم في التاريخ والتفسير».
طريقة هذا التفسير:
اتبع الإمام ابن كثير في تفسيره هذا طريقة نبّه عليها في مقدمته القيّمة التي صدر بها لتفسيره بأن يفسر القرآن بالقرآن، ثم يفسر القرآن بالسنة، ثم بالآثار عن الصحابة والتابعين. وقد أتى في ذلك بغرر تفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، ومصادر السنة مع العزو إلى كل مصدر، وذكر إسناده غالبا.
على أنه يعنى كذلك باللغة عند الحاجة لذلك، ويدعم تفسيره المنقول