رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه [1].
وقد تضافرت الأسانيد الصحيحة إلى ابن عباس تثبت قوله بنزول القرآن جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ليلة القدر في رمضان، وبهذا قال أكثر العلماء، وبذلك يكون
للقرآن ثلاث تنزّلات:
1 - التنزّل الأول:
نزوله إلى اللوح المحفوظ، كما نصّت الآية: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ. واللوح المحفوظ عالم علوي عظيم جعله الله تعالى من أعظم المظاهر الدالة على عظمة علمه تعالى وحكمته وقدرته النافذة في الأكوان، ويختص اللوح المحفوظ بكونه مشتملا على تسجيل ما قضى الله تعالى وقدّر ما كان وما سيكون [2].
قال الإمام أبو حيان في تفسير الآية: «واللوح المحفوظ هو الذي فيه جميع الأشياء» اهـ.
وهو من أسرار الغيب التي لم يطلعنا الله تعالى على حقيقتها وستظل كذلك في أستار الغيب.
2 - التنزيل الثاني:
النزول إلى بيت العزّة في السماء الدنيا جملة واحدة، كما سبق عن ابن عباس.
3 - التنزيل الثالث:
النزول على قلب النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم منجما في ثلاث وعشرين سنة.
ويرى كثير من العلماء تفسير آيات نزول القرآن في ليلة القدر وشهر رمضان على غير ما ذكرناه، وأن المراد ابتدأنا إنزاله في شهر رمضان، وفي ليلة القدر، كما هو مستعمل كثيرا في اللغة إطلاق «فعل» على ابتداء الفعل، [1] وهذا لفظ ابن مردويه، أنظر تفسير ابن كثير ج 1 ص 310 والإتقان ج 1 ص 40 وفيه تصحيف. [2] قارن ب «مباحث في علوم القرآن» ص 51 حيث جعل هذا النزول ثابتا بالأسانيد الصحيحة، وإنما هو ثابت بالقرآن.