قال الإمام الزركشي في البرهان ([1]):
1 - «وهو قول فاسد، بدليل قوله تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً فإنه يدل على عجزهم مع بقاء قدرتهم. ولو سلبوا القدرة لم يبق فائدة لاجتماعهم، لمنزلته منزلة اجتماع الموتى وليس عجز الموتى بكبير يحتفل بذكره.
2 - هذا مع أن الإجماع منعقد على إضافة- أي نسبة- الإعجاز إلى القرآن، فكيف يكون معجزا غيره وليس فيه صفة إعجاز بل المعجز هو الله تعالى حيث سلبهم قدرتهم عن الإتيان بمثله ...
3 - «ومما يبطل القول بالصّرفة أنه لو كانت المعارضة ممكنة وإنما منع منها الصّرفة لم يكن الكلام معجزا وإنما يكون المنع معجزا فلا يتضمن الكلام فضلا على غيره في نفسه». يعني وأن فضيلة القرآن ظاهرة، ومزاياه معجزة باهرة، مما يدل على بطلان تفسير إعجاز القرآن بالصرفة، ويثبت الإعجاز الذاتي للقرآن العظيم.
ونتكلم عن أوجه إعجاز القرآن فيما يلي:
أوجه إعجاز القرآن الكريم
كثرت الدراسات واستفاضت البحوث في تبيان أوجه الإعجاز الذاتي للقرآن فما من عصر إلا قدمت فيه مجموعة من الدراسات والآراء تحاول كشف أوجه إعجاز القرآن مما قدم للدراسات القرآنية واللغوية البيانية كنوزا لا تفنى ذخائرها ولا تبيد.
والجدير بالذكر هاهنا أن تعدد الآراء في بيان أوجه إعجاز القرآن وتنوع الوجهات في دراستها ليس تنوع اختلاف وتعارض، إنما هو تنوع ناشئ من غزارة فنون هذه المعجزة وعظمتها، مما يجعل أي فكر أو أي عصر من [1] ج 2 ص 93. باختصار وتصرف يسير.