وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها بالزاي، وقرئ: ننشرها بالراء.
- السابع: اختلاف اللغات: مثل: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى تقرأ بالفتح والإمالة في أتى وموسى وغير ذلك من ترقيق وتفخيم، وإدغام ... وهكذا ...
ثم قال أبو الفضل الرازي: « ... فهذا التأويل مما جمع شواذ القراءات ومشاهيرها ومناسيخها على موافقة الرسم ومخالفته، وكذلك سائر الكلام لا ينفك اختلافه من هذه الأجناس السبعة المتنوعة، فإن وافق هذا التأويل معنى الخبر (أي حديث الأحرف السبعة) حذوا بحذو فقد أصاب من أخذ به، وإن لم يوافقه فلا شك في دخول معنى الخبر تحت هذه الوجوه، وإن لم يكن مرتبا عليها» [1].
المذهب الثاني:
إن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات قبائل العرب الفصيحة.
وذلك لأن المعنى الأصلي للحرف هو اللغة، فأنزل القرآن على سبع لغات مراعيا ما بينها من الفوارق التي لم يألفها بعض العرب، فأنزل الله القرآن بما يألف ويعرف هؤلاء وهؤلاء من أصحاب اللغات، حتى نزل في القرآن من القراءات ما يسهل على جلّ العرب إن لم يكن كلهم، وبذلك كان القرآن نازلا بلسان قريش والعرب كما قال الإمام البخاري في صحيحه.
وقال جماعة من العلماء: إنّ هذه اللغات هي لغات: قريش، وهذيل، وتميم، وأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر [2].
والحاصل أن هذين المذهبين أقوى ما قبل في تفسير حقيقة الأحرف السبعة. ولا خلاف بينهما في النتيجة، لأن أحدهما يبين أوجه الاختلاف، [1] «الأحرف السبعة في القرآن» ص 100 نقلا عن كتاب أبي الفضل الرازي نفسه وهو مخطوط محفوظ في مكتبة الأوقاف بحلب. وانظر فتح الباري ج 9 ص 23 - 24 ومناهل العرفان ج 1 ص 149. [2] البرهان ج 1 ص 217.