وطريقة هذا التفسير أنه يتبع أصول التفسير وخطواته عند العلماء، لكنه ينظم هذه الخطوات في فقرات منفصلة هكذا: أسباب النزول، مناسبة الآية لما قبلها، المفردات اللغوية، الإعراب وأثره في المعنى، البلاغة، المعنى العام، ثم ما يستنبط من النص من الفوائد، مع مراعاة سلاسة الأسلوب ووضوحه، ومزج فيه التفسير بالمعاني العلمية والتوجيهات الاجتماعية والاستنباطات.
لكن المؤلف كثيرا ما يخالف ما عليه الجمهور، دون أن يظهر مبرّر لعمله ذلك [1].
وعلى كل فالكتاب هام وسهل لعامة القراء، ومفيد، يلائم بث روح النهوض في المسلم، وإيقاظ وعيه للعلوم والثقافات.
الثاني: التفسير الأدبي الاجتماعي:
وهو تفسير يبرز إعجاز القرآن ويعتمد في عرض معانيه على الأسلوب الأدبي الجذّاب ليصل إلى القارئ بما يريد من التأثير والتوجيه.
وقد لفت هذا التفسير الوحيد إليه الأنظار، لأنه استطاع أن يملك ناصية البيان الأدبي في عرض المعاني، وناصية الذوق الأدبي في فهم أسرار إعجاز القرآن، ثم في المنطلق المعاصر الذي عني به وهو إبراز إعجاز القرآن في فن التصوير حتى استطاع أن ينال الاعتراف به والإعجاب، إذ سبق وبادر لإثبات إعجاز القرآن وفق مقياس أدبي فنّي حديث: هو فن التصوير، وأن يقدم تفسيرا [1] مثل تفسيره النَّازِعاتِ ... بالكواكب، خلافا للجمهور، وخلافا لظاهر قوله تعالى فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً.
ومثل تفسيره الْعِشارُ عُطِّلَتْ السحاب. وتعطيلها منعها من حمل الماء، وقيل: «هي النياق أتى على حملها عشرة أشهر ... ». فعبر بقيل عن التفسير الذي هو ظاهر اللغة ورأي أكثر الناس، ولم يبين سبب اختياره؟! مع أنه لا إشكال على المعنى الظاهر، لأنه يشير إلى اشتغال الناس بداهية القيامة عن أنفس أموالهم، وكانت العشار أعزّ أموال العرب عليهم.