اسم الکتاب : عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم المؤلف : محمد السيد راضي جبريل الجزء : 1 صفحة : 6
شيء بقدر حتى العجز والكيس [1] .- وقيل أراد بالعجز: ترك ما يجب فعله بالتسويف) [2] .
ومقتضى آخر الكلام فيما ساقه صاحب اللسان أن العجز أعم من أن يكون ضعفا وانعدام قدرة،وإنما يمكن أن يعني ترك الأمر تسويفا، مما يفهم منه أن ما ترك في حيز القدرة عليه، لكن الباعث على تركه هو الكسل الحامل على التأجيل والتسويف.
لكن لنا في أصالة معنى العجز في الدلالة على عدم القدرة، وأن ترك الفعل عجزاً إنما يكون لعدم القدرة عليه في الأصل.
أقول: لنا في ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذبك من الهم والحزن، والعجز والكسل.." [3] .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى: (إن الهم:لما يتصوره العقل من المكروه في الحال، والحزن لما وقع في الماضي، والعجز ضد الاقتدار، والكسل ضد النشاط) [4] .
فالجمع في الحديث بين الاستعاذة من كل من العجز والكسل فيه دلالة على تغاير المعنى فيهما، فالأول عدم القدرة والثاني عدم النشاط والنهوض للأمر. [1] الحديث أخرجة مسلم في صحيحه: كتاب القدر، باب كل شئ بقدر [2] لسان العرب: مادة (عجز) [3] صحيح البخاري: كتاب الدعوات، باب الاستعاذة من الجبن والكسل [4] فتح البارى11/178
اسم الکتاب : عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم المؤلف : محمد السيد راضي جبريل الجزء : 1 صفحة : 6