اسم الکتاب : عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم المؤلف : محمد السيد راضي جبريل الجزء : 1 صفحة : 44
سواها.
أولا: لعل أوضح ما يذكر في هذا المجال ما جاء في آيات التحدي بالقرآن ذاتها، فقد أخبر الله تعالى أن الكفار سيعجزون عجزاً كاملاً مطبقا عما ووجهوا به من التحدي أن يأتوا بمثل القرآن أو بسورة من مثله، وذلك في قوله سبحانه {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (الإسراء:88) .
قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة:23،24) . فكان الأمر كما أخبر، يشهد بذلك الواقع، فلم يستطع عربي فضلا عن أعجمي أن يقوم بهذا التحدي ويأتي بسورة من مثله.
ثانيا: إخبار القرآن بالتمكين للمسلمين، ونصرهم وتأمينهم، وذلك في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور:55) .وقد مكن الله لهم بالفعل، وظهر الإسلام، وقامت دولته، وملكت مشارق الأرض ومغاربها في وقت يسير كما هو معروف في تاريخ الإسلام، ونسأل الله تعالى أن يعيد هذا التمكين وأن يعز الإسلام وأهله.
ثالثا: إخباره بنصر المؤمنين وإحقاق الحق، وهزيمة الكفار واندحارهم، أخبر ذلك قبل أول قتال في بدر، وذلك في قول الله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (آل عمران:12) . وقوله
اسم الکتاب : عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم المؤلف : محمد السيد راضي جبريل الجزء : 1 صفحة : 44