responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن المؤلف : على أحمد عبد العال الطهطاوى    الجزء : 1  صفحة : 102
البينات الموجبة له من الدلائل والبراهين، مثل قوله تعالى قبل ذلك: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا [آل عمران: 46]، وما أشبه ذلك مما يدل على أنه وجد بعد أن كان معدوما، واستقر فى مضيق الرحم، ثم ترعرع وصار شابا يأكل، ويشرب، ويحدث، وينام، ويستيقظ.
وإنما فسر العلم بالبينات والبراهين؛ لأن العلم الذى حصل فى قلبه، عليه الصلاة والسلام، لا يوجب إفحامهم، وانقطاع جدالهم وشبهاتهم، ولا إقدامهم على المباهلة والملاعنة، بل الذى يوجب ذلك هو إيراد الدلائل عليهم، بحيث يلجئهم إلى الاعتراف بالحق وقبوله، أو إلى إصرارهم على إنكاره وتكذيبه، عنادا واستكبارا، مع أن نفس العلم لا يتصف بالمجىء والانتقال من موضعه، بخلاف الدليل، فإنه يوصف بالورود والقيام.
والمراد بالمباهلة الملاعنة، بأن يقال: بهلة الله، أى لعنته على الكاذبين منا ومنكم بأمر عيسى، عليه السلام. والبهلة، بضم الباء وفتحها، وأصله الترك، من قولهم: بهلت الناقلة إذا تركت بلا صرار [1]، ومعنى قوله: تَعالَوْا أى بالرأى والعزم، لا بالأجساد والأشخاص؛ لأنهم حاضرون عنده، عليه الصلاة والسلام، بأجسادهم حيث إنهم يجادلونه صلى الله عليه وسلم فى شأن عيسى، عليه السلام.
قوله: نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ... الآية، أى ليدع كل منا ومنكم نفسه وأعزة أهله، وإنما قدمهم على النفس؛ لأن الرجل يخاطر بنفسه لأجلهم، ويحارب دونهم، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية على وفد نجران، ودعاهم إلى المباهلة، قالوا: حتى نرجع وننظر فى أمرنا، ثم نأتيك غدا.
فخلا بعضهم ببعض، وقالوا للعاقب، وكان ذا رأيهم: يا عبد المسيح، ما ترى؟
فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبى مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم، ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لنهلكن، فإن أبيتم إلا الإقامة على دينكم وعلى ما أنتم عليه من القول فى صاحبكم، فوادعوا هذا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد غدا محتضنا للحسين، آخذا بيد الحسن، وفاطمة تمشى خلفه، وعلى بن أبى الخطاب خلفها،

[1] فى المختار: صر الناقة: شد عليها الصرار، بالكسر، وهو خيط يشد لئلا يرضعها ولدها.
اسم الکتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن المؤلف : على أحمد عبد العال الطهطاوى    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست